محمود شومان
منذ العام 2012 والتدخل المباشر من قبل مليشيات الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الأخرى الموالية له في سوريا دعماً لنظام بشار الأسد، لم تتوقف المقاتلات الإسرائيلية عن الإغارة على المواقع التابعة للقوات الإيرانية بين فترة وأخرى، حتى إن مرت فترة زمنية ولو قصيرة من دون قصف إسرائيلي كان أمراً ملفتاً -كان آخرها ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، وأكدته وسائل الإعلام الدولية.
إنه شنّ ضربات على أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية، فضلاً عن دفاعات جوية سورية، بينما أكدت سوريا أن دفاعاتها الجوية تصدت «للعدوان الإسرائيلي»، والمثير للسخرية أن القصف جاء بعد ساعات من تصريح نشرته الوكالة الطلابية الإيرانية قد نقلت عن قائد القوات الجوية الإيرانية، العميد الركن عزيز نصير زاده، الاثنين قوله إن بلاده: «جاهزة تماماً، وتنتظر بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض»، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
ومع كل قصف تقوم بالطائرات الإسرائيلية التي أصبحت ضيفاً دائماً على المجال الجوي السوري واللبناني تخرج المكينة الإعلامية الموالية لطهران لتروج لانتصار مزعوم قد تحقق ويخرج مسئولي المليشيات الإيرانية بتصريحات أقرب هي للعبث من النكات بتهديد ووعيد بمحو وقصف ورد لا يأتي أبداً على القصف الإسرائيلي.
مثلاً حذر ممثل الزعيم الإيراني الأعلى في فيلق القدس التابع للحرس الثوري على شيرازي إسرائيل «من ارتكاب أي حماقة»، مؤكداً أن «إيران قادرة على تدمير هذا الكيان وتسوية تل أبيب وحيفا مع الأرض»، وفي الرد على تهديدات إسرائيل ضد إيران قال شيرازي في تصريحه، اليوم الخميس، «لو أرادت إسرائيل الاستمرار بضعة أيام أخرى بحياتها الخبيثة فلتتجنب ارتكاب أي حماقة»، وأكد شيرازي «قدرة إيران على تدمير الكيان الصهيوني وحذر قادة الكيان قائلاً «إن ارتكبتم أي حماقة، ستسوى تل أبيب وحيفا مع الأرض».. لم تمر سوى أيام حتى قصفت الطائرات الإسرائيلية محيط مطار دمشق الدولي بالعاصمة السورية، وقالت وكالة «سانا» السورية إن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صاروخين على الأقل في محيط المطار دون وقوع إصابات، فيما ذكرت مصادر محلية أن الغارات استهدفت مستودعات أسلحة لميليشيات إيرانية.
وبينما كان الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، يهدد بقصف «قلب» إسرائيل، حال تجاوزت الأخيرة الخطوط الحمراء في سوريا كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف أهدافاً إيرانية في قلب العاصمة السورية دمشق ولم نشاهد لمرة واحدة صاروخ إيراني باتجاه إسرائيل رداً على القصف حتى من نوعية تلك الصواريخ الرخيصة عديمة الفائدة التي تطلقها حركة حماس اتجاه إسرائيل.
إيران لم ولن ترد على ضربات تقوم بها القوات الإسرائيلية في سوريا أبداً فقط تكتفي بالجعجة التي يبدو منها إدراك طهران لمدى هشاشة قوتها العسكري..
ويبقى السؤال... متى ترد إيران؟