فوزية الشهري
المجتمع السعودي مجتمع إنساني وكحال كل المجتمعات يوجد السلبيات والإيجابيات، وجود برامج لبحث القضايا المجتمعية ونقد السلبيات وتسليط الضوء عليها شيء إيجابي، ولكن بشرط أن يكون بمهنية ومصداقية عالية وأن نسعى لإيجاد الحلول ويكون الهدف هو الحل لمثل هذه المشاكل ولا يكون هدفنا مجدًا شخصيًّا أو مكسبًا ماديًّا أو نجاح برنامج أو كثرة مشاهدين فقط، ونترك الهدف المرجو منا وهو إيجاد الحلول جانباً، أو ربما أضعف التوقعات وهو عرضنا للمشكلة بشكل صادق ومحايد.
أكبر خطيئة يقوم بها إعلامي أو ناقد هو عدم النظر بشمولية للمشاكل الاجتماعية ومراعاة التوقيت المناسب لعرضها، النقد لمشكلة اجتماعية إعلامياً يجب أن يكون بعيدًا كل البعد عن الرأي الشخصي أو الأهداف الشخصية فنحن هنا لا نمثل أنفسنا نحن بمجرد طرحها نكون نمثل مجتمعًا وحكمنا على القضية هو رأي مجتمع، وأثر ذلك سنراه على المجتمع، لذلك يجب أن يكون الناقد واعياً لمدى أثر ذلك سياسياً واجتماعياً، أما كيفية عرض المشكلة الاجتماعية بوجهة نظري فيجب عرضها بطرق توصلنا لحلول مع التثبت من مصداقية المصدر والأخذ من جميع الأطراف في تلك القضية وأيضًا النزول للشارع وأخذ الرأي عن هذه المشكلة وأبعادها وما تأثيرها.
إن الأخذ بكثير من الأقوال دون البحث عن سلامتها من الكذب والتجني له تأثير سلبي على المتلقي خاصة من المراهقين وغير المدرك لأبعاد القضية المطروحة، ومتى كانت الإثارة هي المسير للبرنامج أو القضية التي طرحت فهذا حتماً إنحراف عن الهدف الرئيسي لطرح المشكلة نريد حل المشاكل الاجتماعية وليس عيباً طرحها ونقدها وإيجاد الحلول لها أفضل من التغافل عنها وتركها، لكن أن أطرح مشاكلنا الاجتماعية والهدف فقط الإثارة والصراخ والعوايل وأن أقدمها بطريقة مشوهة تخدم هدفًا معينًا لي وتحمل كثيرًا من التجني على المؤسسات المجتمعية في وطني ودون إيجاد حلول بل إنها تشوش المتلقي وفيها من البعد عن الحقيقة الكثير فالصمت هنا عنها أفضل من أن نقدمها للعدو ليستغلها للضغط سياسياً على دولتنا وتشويه صورة مجتمعنا دون حق، ومن لا يعرف أولويات النقد ولا يعرف عواقب الطرح السيئ فليس عيباً أن يترك ذلك لمن هو أقدر منه، ولا يعتبر ذلك الإ شجاعة وإدراك للمصلحة العامة التي تقدم على كل مصلحة.
الزبدة:
ستتعلم الكثير من دروس الحياة، إذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار.