د.عبدالعزيز الجار الله
كنّا بحاجة إلى مسؤول من داخل المؤسسة الإعلامية ليشخص الحالة والمرحلة التي يمر بها الإعلام السعودي وأيضا الخليجي، لدينا بالمملكة الكثير من الأقوال والآراء والتعليقات المبنية على واقع معاش بأن في الأفق أخطارا تهدد إعلامنا تهديدا حقيقية ومنها:
- انهيار جماعي وشيك للمؤسسات الصحفية.
- إغلاق وزارات الإعلام.
- عزوف عن القبول في المرحلة الجامعية والدراسات العليا في كليات الإعلام وأقسامه.
هذه ليست تضخيم ومبالغة للمشكلة لكنها حقيقة ساطعة لا يمكن حجبها أو إخفاؤها تحت أي مبرر، بعض المؤسسات بدأت في إجراءات التقليص وضغط مصاريف الإصدارات استعدادا للإغلاق المرحلي والتوقف التام.
لذا كنّا نحن من أصحاب المهن الإعلامية من المتحفزين للاستماع لحديث الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة حيث يروي تجربة 50 عاماً في الصحافة على مسرح النادي الأدبي بالرياض، الذي استضافته مساء يوم الأربعاء الماضي ضمن فعاليات منتدى الشباب الإبداعي بصفته:
- الشخصية الإعلامية التي عاصرت العمل الصحفي من بداياته، وشاهد على مرحلة 50 سنة من العمل الصحفي.
- رئيس تحرير صحيفة الجزيرة لفترة طويلة.
-رئيس هيئة الصحفيين السعوديين.
- رئيس اتحاد الصحافة الخليجية.
في ندوة بعنوان: «تجربتي للشباب»، يروي فيها المسيرة الطويلة والمشكلات الكبرى التي تواجه المؤسسات الصحفية، بكل تفاصيل أزمة الصحافة الورقية وأزمة المؤسسات الصحفية نتمنى أن تجد الندوة طريقها للنشر لأنها غنية بالمعلومات وتكشف عن الأسباب وحجم المشكلة وبعض الحلول للخروج من الأزمة.
وفِي الواقع أن من أهم مشكلات المؤسسات الإعلامية المالية أن المؤسسات عاشت نصف قرن معتمدة على مصدر وحيد هو دخل الصحافة الورقية، والصحافة الورقية عاشت نفس الفترة معتمدة على مصدر وحيد هو الإعلان فلم تنوع مصادرها ومدخولاتها وتعدد استثماراتها كونها تحت مظلة الدولة، ولم يكن في البال أنها ستتعرض للانهيار بسبب نقص الإعلان أو تحولات تقنية تصرف المعلن والمجتمع عن متابعة الصحافة.
تأخرت المؤسسات الصحفية عن الاعتراف بتأثير الإعلام الجديد من عام 2000م، وعندما أنشئت لها إصدارات وفق الإعلام الرقمي تم بنمطية الإعلام التقليدي فوجدت نفسها أنها تصرف عليه من دخل الإعلام الورقي، وبالتالي لم يستطع الإعلام الرقمي الصرف على نفسه والاستقلالية فزاد من الأعباء المالية، هذه من مشكلات المؤسسات من الداخل، أما المشكلات بسبب دوائر أكبر سيكون في عرض آخر.