فهد بن جليد
منذ عام 2014م ونحن نحتفي بافتتاح أول بنك في الشرق الأوسط يخصص أحد فروعة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف إعاقاتهم، هذه خطوة تستحق الإشادة، وفرع التخصصي لبنك البلاد يستحق الشكر على هذه البادرة، ولكن ماذا بعد؟ توقعت أنَّ بنوكاً أخرى ستدخل على مضمار المنافسة بتقديم خدمات جديدة طوال السنوات الخمس الماضية، أو أنَّ البنك سيُطوِّر من خدماته على الأقل ليُنافس نفسه في هذا المضمار، ولكن للأسف التحركات ظلت خجولة ولا ترقى للمستوى المُنتظر، لسبب بسيط هو أنَّ بنوكنا تنظر لخدمة عملائها من ذوي الاحتياجات الخاصة من باب المسؤولية الاجتماعية، وهذا - برأيي- خلط كبير بين تطوير الخدمات لمناسبة ظروف العملاء وكسب المزيد من الفئات، وبين المسؤولية الاجتماعية التي هي شيء مختلف عن تخصيص الخدمات للفئات، فهؤلاء هم عملاء البنك أولاً وآخراً مثلهم مثل الطلاب والموظفين والمهندسين والتجار وكبار السن، والبنك ملزم من باب المنافسة - على أقل تقدير - بتقديم خدمات تنافسية لهم لجذبهم وتسهيل خدماته المصرفية لهم.
سنكون أول من يحتفي ويقدر كل خدمة مبتكرة وتطور له السبق في بيئتنا المحلية السعودية، أكثر من احتفائنا وتقديرنا له لو كان في إحدى الدول الشقيقة أو الصدقية، بشرط أن تكون الخدمة متقدمة ومكتملة وفي إطارها الصحيح فعلاً، في دول مجاورة تم إلزام العديد من فروع البنوك لتتناسب خدماتها وحسابتها بطريقة برايل، ليحصل الكفيف على خدمات خاصة ذاتية مستقلة، إضافة للنقطة الأهم وهي تقديم منتجات مالية خاصة بهم، مُعفاة من الرسوم ومنخفضة الأرباح، مع إمكانية إعفائهم من أقساط محددة بتأجيلها أو إسقاطها، والتكفل ببناء وحدات سكنية ومبان خاصة بجمعيات فئات الإعاقة المختلفة ..إلخ من البرامج التي هي بالفعل تقع تحت إطار المسؤولية الاجتماعية وبرامجها التي تفيد مجتمع المعاقين وتحسن وتجوِّد من حياتهم.
في جامعة تبوك تم افتتاح أول مدرسة لتعليم القيادة لذوات الإعاقة في المملكة وفق أعلى المقاييس العالمية للسلامة والتدريب، هذه أسبقية في الخدمة لتقديمها بشكل مبتكر، في النهاية كل خدمة لن تقدم مجاناً للمعاق وهي ضمن واجبات ومسؤولية مقدمة الخدمة، أعتبرها تسويقاً يستحق الشكر، ولا يجب الخلط بينها وبين المسؤولية الاجتماعية المنتظرة من الجميع لهذه الفئات الغالية علينا جميعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.