د. خيرية السقاف
حتى الإنسان لا يجد نفسه كبيرًا ناضجًا قبل أن يأتي رضيعًا جاهلاً..
كذلك الحاضر يمتد عن الماضي..
والمستقبل حصادهما!!..
* * *
أليس النهر، والبحر من هاطل المزون؟!..
من ذوبان تراكم الثلوج؟..
من المرتفعات البيضاء حين تذوب بين يدي المناخ؟!..
* * *
أيهما يعمل بصمت ويجدي؟..
وأين تكمن البدائل، أو تجتمع القرائن؟..
أو تتقاطع الحقائق؟..
* * *
لماذا تتكرر الأفعال، وتختلف النتائج؟..
ولماذا يُعاد القول، والمنصتون لا يلتقون؟..
* * *
لمَ تُلفت الأشياء الجميلة ولكن القلَّة؟..
ولمِ لا تقع الكلمة الطيبة في أذن من يصيخ عنها سمعَه وليس أصم؟..
ولمَ لا يرى المبصر زهورَ الشذى مع أنها تبوح بفوحها؟!..
* * *
لمَ الليل مهجع الكادح، وبوابة العابد، وسفينة المفكر، ومسرى الشغف للمستزيد،
يكون للتيه مضمارًا، وللشعلة مَطفَأة؟!..
* * *
أليست الأبجدية اتجاهاتٍ، والاتجاهات كلماتٍ، والكلمات أرواحًا،
والأرواح بقاءً يتقد، أو فناءً يترمد؟!..
* * *
أليس الملاذ مخيلة..
والمخيلة سفينة..
والسفينة تُبحر..
والإبحار يتمادى..
والبحارة لا يكلُّـون من غياهب الغربة..
ويعودون بالحداء؟!..