م/ نداء بن عامر الجليدي
خلال السنوات الماضية عُقدت ندوات كثيرة عن الرياض، وستُقام ندوات تالية عنها؛ لأن الرياض العاصمة عاصمة المملكة العربية السعودية التي توجد بها أطهر بقعتين بالإسلام. إذًا معنويًّا هي عاصمة العالم الإسلامي والعربي.. وستظل كذلك شاء البعض أم لم يشاؤوا، وستكون دائمًا محور حوار عن ماضيها.. وعن مستقبلها.. وعن أحوالها..
والرياض من منظور سياسي ستظل مقر الحكومة المركزية وأجهزتها، وما يستتبع ذلك من تردد عليها من المناطق، وما يترتب على ذلك من ارتباكات واختناقات في شوارعها التي لا تستوعب حجم الحركة بها المتولدة عن سكانها وحدهم..
والرياض بكل ما تحويه من تراث عمراني ومعماري وثقافي ستظل نقطة الجذب في هذه المنطقة من العالم.. وعندما نتكلم عن الرياض فإننا نتكلم عما اصطلحوا على تسميته بنجد؛ فالناس في مشارق المملكة ومغاربها يعرفون الرياض ككتلة عمرانية متواصلة، اسمها (نجد)، وكثيرًا ما أثار المخططون -وما زالوا- فكرة وجود عاصمة إدارية أخرى غير الرياض، وكأن من سيخططون هذه العاصمة الإدارية، ومن سيديرونها، سيطبقون أعرافًا وقوانين ونظمًا أخرى، تحمي مثل هذا الكيان من أن يتحول إلى شكل مشابه لما هو كائن.. وفى كل المؤتمرات والندوات السابقة يتحدثون عن عدم تكاملية الأداء بالرغم من كل المحاولات الجادة في حل المشكلات، وبالرغم من كل الاستثمارات التي تم توجيهها لحل هذه المشكلات المتراكمة خلال عقود مضت..
وهنا لا بد أن نذكر أن هناك توصيات وآراء لم يتم تنفيذها لحل مشكلات العاصمة، وكان يمكن لو نُفذت أن يكون هناك تكامل أكثر في الأداء، وتكون أفضل وأكثر استدامة.
وأختم مقالي هنا بمجموعة تساؤلات لزملائي المخططين العمرانيين الذين أشرفوا على إدارة الرياض عمرانيين سابقًا، ومَن يتولى إدارتها حاليًا.. ولعل أهم سؤال: ما هي مجموعة الوثائق الفنية المتكاملة التي يتم على ضوئها العمل التخطيطي والعمراني والتنفيذي بالرياض؟ (لنسمها مخططات عامة أو هيكلية.. أو استراتيجيات). وما هي الآليات المنوط بها التنفيذ طبقًا لمراحله وأولوياته؟ (هل هو الشكل الإداري الحالي كجزء من الإدارة المحلية أم شكل آخر خاص بها؟). وما هو السند القانوني لهذه الوثائق التي تجعل منها خططًا مقننة قابلة للتحديث، وغير قابلة للتبديل، أو يتحكم بها العقاري المتنفذ؟ وهل هناك ح جم أقصى من السكان يمكن أن يستوعبه المكان، يتفق مع القدرة الإدارية للمتابعة في مراحل تنفيذ الخطط العمرانية؟ وطبعًا، كل ذلك يجب أن يكون في إطار الاستراتيجية العمرانية للمملكة..
هذه التساؤلات مطلوب الإجابة عنها وعرضها للنقاش على الزملاء تحت أي منظمة، سواء حكومية أو مهنية أو حتى أكاديمية؛ وذلك لإيجاد في النهاية منظومة من الوثائق والآليات القادرة على أن تكون الرياض دائمًا والعاصمة دائمًا في عمل دائم ومستمر لغد أفضل.. ودائمًا دمتم بود.