أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
أنّى لمسراهُ جذوةٌ قبَسُ؟
لا الطورُ يدنو ولا انتهى الغلَسُ
مسافرٌ دربُه يماطلُه
وخطْوُه في المتاهِ ينغمسُ
جدارُه المشرقيُّ منهدِمٌ
وفجُّه المغربيُّ ملتبِسُ
وكاهنُ الليلِ يشتهي دمَه
وسامريُّ الظنونِ يختلِسُ
وشوطُ أحلامِه على قلقٍ
لا فارسٌ يُرتَضَى ولا فرسُ
يلُمُّ أشلاءَه فتخذلُه
وينتضي حُلْمَه فينتكسُ
ويُكمِنُ الليلُ ذئبةً شرعتْ
تعوي على صمتِه وتنتهسُ
ولم يمدَّ الضحى عرائسَه
وكم يَشُوقُ الخمائلَ العرُسُ!
والغايةُ استَنفَرتْ غَوايتَها
فصار حتى الهواءُ يحترِسُ
فالآنَ تبتزُّه مسالكُه
وينطفي في فؤادِه الهَجَسُ
كعازفِ النايِ صبَّ زفرتَه
لكي يغنّي فخانه النفَسُ
لا شيءَ يغري! سماؤه بقَعٌ
تمتصُّ آفاقَه فتندرسُ
فأين تنسلُّ مقلتا غرِقٍ
في الليلِ لا وجهةٌ ولا حدَسُ؟
ذاك: أنا، أنت، هم. حكايتُنا
من نبعِ نهرِ الفناءِ تنبجسُ
نحيا لنشقى؟ سؤالنا ضبُعٌ
تعُسُّ ما نشتهي وتفترسُ
نحملُ ليلًا على كواهلِنا
يقبعُ فيه من الضَّنى عَسَسُ
جئنا لبابِ الضحى نراوِدُه
فساح بين الأصابعِ الجرسُ
لا صوتَ يندى ولا يدٌ برزتْ
حتى صدى الريحِ غاله الخرَسُ
أنَى ينالُ السؤالُ صبوتَه
ونصلُه في القلوبِ ينغرسُ؟