د.عبد العزيز الصقعبي
في السنوات الأخيرة ومع مشكلات الصحف الورقية توقفت بعض الصحف العربية بالذات اللبنانية وتحول بعضها إلى إلكتروني، وفقدنا ملاحق ثقافية متميزة، وبقي الآن عدد من الملاحق، ربما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وبعضها تحول إلى صفحة يومية باهتة، غالباً إخبارية، وبالطبع الانحسار أو الاختفاء لصفحات الثقافة، أثر على الرأي الثقافي، الذي يأتي موازياً لبقية الآراء في السياسة والاقتصاد والشأن العام.
سابقاً كانت بعض الصفحات الثقافية في الصحف تخصص عمودين في الجانب الأيمن أو الأيسر من الصفحة ليكتب فيها أحد الأدباء أو المفكرين، وكانت آراء تلك الكتاب تأخذ مساراً خاصاً بحيث لا يمكن أن تكون في أيّ صفحة في الجريدة غير الثقافة، وربما أثر هذا على القراءة والمتابعة، لكن كان هنالك قراء لتلك الزوايا.
أنا هنا أكتب زاويتي في المجلة الثقافية، قد يقال إنها ملحق ثقافي، ولكن وبكل صراحة هي مجلة شاملة لتعدد الكتاب وتنوع مجالات كتاباتهم وجميعها تدور في إطار الثقافة، وتجاوز عدد صفحاتها العشر صفحات، ونحن هنا نراها الوجه السعودي لمجلة أخبار الأدب التي تصدر عن دار أخبار اليوم في مصر، وتباع مستقلة، وهنا أتمنى ضمن تساؤل خاص، ألا يمكن أن تكون المجلة الثقافية مستقلة، وتباع بكامل صفحاتها وعلى النسق القديم «التابلويد»، نحن نحتاج إلى مجلة ثقافية أسبوعية، تقدم الرأي وتغطي الخبر الثقافي المهم، المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية يحتاج ومنذ زمن طويل إلى مجلة أدبية، تأخذ نسقاً ورقياً وإلكترونياً، يكتب فيها النخبة ويقرأها الجميع، نريدها تكون صوتاً لكل أديب ومبدع يوصله إلى كل مكان.
كان هنالك مجموعة من الدوريات الثقافية أصدرتها الأندية الأدبية ربما كانت دوريات نادي جدة الأدبي هي أفضلها في زمن سابق، ولكن أغلب تلك الدوريات توقفت، وبعضها أصبحت حولية أو كل سنتين، وبالطبع وضعها لا يشجع مطلقاً.
التجربة المصرية في الثقافة تعجبني بالذات فيما يتعلق بالنشر والإصدارات، هنالك الكثير من الدوريات التي تصدرها الهيئة المصرية للكتاب، بصورة منتظمة، وبالطبع هنالك دوريات تصدر عن مؤسسات ثقافية وصحفية، مثل أخبار الأدب، كثافة إصدار الدوريات يساعد على معرفة الحركة الثقافية، ويكون طريقاً يسلكه من لديه رغبة الكتابة ليرى انطباع الآخرين تجاه ما يكتب. أعرف أن هنالك من يقول هنالك نشر إلكتروني ومواقع ثقافية، وأقول يكون ذلك موازياً للنشر الإلكتروني، وللأسف كانت هنالك بعض المواقع الجيدة، وبالذات المنتديات الثقافية، ولكن اختفت، مثل موقع جهة الشعر، أو جسد الثقافة.
أنا أتمنى ألا تختفي الصحافة الثقافية، ولا تكون سطوة الإعلام الجديد أقوى من الفعل الصحفي الطبيعي، مع بقاء الورق، لأن من يستمتع بالقراءة ورقياً لم ينقرضوا. نحتاج إلى الرأي الثقافي في صحفنا، كما نحتاج إلى طرح القضايا الثقافية، وكتابة التقارير والتحقيقات، الصحافة الثقافية جزء مهم من كيان الثقافة، يجب أن نحافظ عليه ونبقيه لنبقى نحن.