د. حسن بن فهد الهويمل
في مصر تولى كبر الشغب (طه حسين) و(العقاد)؛ ذاك عاد من (السربون) موقرًا بأعلى الشهادات. وهذا جاء من ( أسوان) صعلوكًا لا يلوي على شيء.
فضرب الأول الأزهر، والتراث.
ورشق الثاني القصر، وشاعره.
فكانت الضجة الكبرى التي بدأت ولم تنته.
استقبل (طه) الثقافة الفرنسية، وتبنى مناهج الاستشراق فأنكر دخول إبراهيم للجزيرة، وضخم ظاهرة الانتحال. وكان إذذاك عميد كلية الآداب، فلما حوكم وأدين، فقد العمادة.
وكانت مقالاته تذيل بـ(عميد كلية الآداب) فاستعاضت الصحف بـ(عميد الأدب العربي) فتلقاها المستغربون واعتمدوها.
وشغب (العقاد) على (شوقي) وكان شاعر القصر فتلَّ سمعته للجبين، فانقذه القصر بإقامة احتفالية عربية تسابق فيها الأدباء، والشعراء. فقال حافظ ربيب نعمته:
(أمير القوافي قد أتيت مبايعًا
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي)
فأطلق عليه أمير الشعراء وأنشأ القصر (أبللو) لإخماد (الديوان)، ودبرت (للعقاد) تهمة النيل من الذات الملكية، وسجن تسعة أشهر وخرج يردد:
(وها أنا ذا في ساحة المجد اولد)
فلا (طه) لقب بالتزكية
ولا (شوقيا) لقب بالتصويت
إنها الصدف والمكيدة لا غير
ولكن الثلاثة فرضوا انفسهم. (طه) بأسلوبه العذب (وعباس) بفكره الجبار و(شوقي) بشعره الجميل.