عندنا تسقط ورقتي الأخيرة
والأشجارُ شموعٌ تتلألأُ تحت الشمسِ
وصوتي مؤود في جب الظلمة
وداري قبلَ غروبِ النهرِ مرخّمةٌ بحفيفِ الريحِ
سيتهامسون حولي كثيراً
سيقال ذهبت
ليتها لم تفعل.. ليتها فعلت..
وعندما أتوارى ستفرح أخوات السندريلا
ويعلقن أجراسهن الصدئة
كساحرات خرجن من قبور الظلام
سيحاولن البكاء ليحصلن على بعض الفتات..
وهؤلاء الذين كنت آكل نفسي لأجلهم ينفثون دخان سجائرهم وهم ينتظرون بملل..
البيت مكتظ والهمس ضجيج
ورقصة الرياء حاضرة..
وفي ركني الذي أحب..
الريحُ تمرُّ محمّلةً بالآهاتِ
صغيرتي باكية
وحدها كانت خارج حلبة الرقص!
كزهرة خوخ بلون غروب الشمس
شباكي هديل حمام
ينام على إيقاع المغرب
فيما هم يتناوبون الحفل..
أريكتي وفنجاني الذي نقشت عليه اسمي
وكتبي المفضلة وقطي الحبيب يلوحون لي
أيتامي.. من سيعتني بهم؟!
سينكسر فنجاني
وتُعطى أريكتي لصاحب نفس ثقيلة
وكتابي سيغزوه العث أو يُرمى أو يُمزق
وقطي المدلل سينزوي على مكتبي وحيدا
من سيتحمل شقاوته وخربشاته..؟!
محزن جدا ما قد يحصل لهم من بعدي..!
الأفواج كثيرة
لكنه لم يحضر..
حتى في يوم رحيلي الكبير جبن عن توديعي!
قصاصات أوراقي.. مدوناتي الصغيرة ستطير كلها مع الريح.. قد تقع بيد مجنون ما يحسن فهمها.. وسأندم كثيرا لأنني لم أعرفه!
شجرة الليمون التي زرعتها مؤخراً
يااااه كم ندمت على ذلك.. من سيرعاها الآن؟!
ستذبل وقد يجتثونها وأنا لا حيلة لي إلا سماع أنينها وهم ينتزعون روحها من عمق الأرض ؛ لتلحق بي!
ستحرم تلك العصافير التي كانت تغرد حولها من مسرح الغناء الذي تعودته!
ها هو رفيقي المسكين.. لقد خذلته باكراً
تركت له فجوة كبيرة في قلبه وصغار حزانى!
أنا راحلة
عيني محبرة الريح
تغطّ الريشة من دمعتها
ألقي نظرتي الأخيرة
لأدرك أن لا شيء يستحق البقاء!
يا ليلَ الغربة أرخِ سدولكَ
فوق كآبةِ هذي الروحِ كأكفانِ الأيتامِ
وعانق بسكينتك السوداءِ
مساءات الغرباء!
** **
- د. شيمة الشمري