تحية معطَّرة بالبهجة والسرور لمعاشر القرَّاء..
إن حصد السُّبل واقتطاف الجنى لهو من المسعدات التي يُسرّ بها ذوو الشَّأن، وإن حصد ذوي الاستحقاق للجوائز لهو ربيع الخاطر، ومبهج للصّدر، وهو إمارة البروز وعلامة الإنجاز.
إن من الإنجاز الذي يصل إلى الإعجاز الاستمرار لأكثر من عشرين عاماً عقدين تامَّين على نسق واحدٍ، ومهيع مطَّرد، ومنهج ثابت غير حائر ولا عن الجَدد حائد ولا متجانف؛ ومردُّ ذلك إلى الشعور بالمسؤوليَّة، مسؤولية حقِّ العلم والعلماء، ووضوح الأهداف وصوابها، واستبصار الغاية وتطلابها.
إن حصول مجلَّة الدّراسات اللغوية الصَّادرة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلاميَّة على المركز الأوَّل حسب تصنيف مركز (أرسيف) لمن دواعي السّرور ومفرحات الأخبار.
وإذ نفخر بكون هذه المجلة مجلّة سعوديّة تصدر في بلادنا التي أصبحت مناراً للعلم والثقافة، يقصدها القاصي والداني تطلاباً للعلم والمعرفة، التحاقاً بجامعاتها ومراكزها العلمية متعلمين ومعلمين وشاغلي عمل، خبراء، ومحكمين ومستشارين، وفوق ذلك ما حظي به أبناؤها من هذا كلّه، الذين سعدوا ببلادهم وهم في صعود بها إلى العليا في ضوء قيادة رشيدة حكيمة لا تجافي الماضي وعتيق أمرها، وتأخذ من الحاضر ما ينهض بالبلاد ويَسعد به العباد.
فهذه القيادة رشيدة حكيمة حفظت للعلم والعلماء مكانًا، وأبرزت لهم على الناس سلطاناً، فلا خرافة ولا خزعبلات يروّج لها ويحتفى بها، بل هي للعلم منارة، وللعقل استنارة؛ وحسبك به مَعلماً! وكفيك فيه من مرغب! وحاديك به مطلباً!
وبالفخر بهذا الإنجاز الذي يسّر به أهل العلم وطلاَّب المعرفة لهو فخار لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وكلُّ مجتهدٍ يروم العليا ويطَّلَّع صُعُداً؛ فلكلِّ مجتهدٍ نصيب.
وبِشُكر المركز وحسن ذكره وتهنئته بهذا الإنجاز فإنّ الشُّكر كلّ الشكر لرئيس تحرير المجلة سعادة الأستاذ الدكتور: تركي بن سهو العتيبي والعاملين معه في المجلة، فلهم الشكر على هذا الإنجاز ولهم تزفُّ التهنئة بهذا التّكريم الّذي هو وهم أسّه وأساسه، فهو الربّان لهذا الإنجاز.
فوضوح الهدف للمجلة ودقة المعيار الذي تقيس به البحوث التي تنشرها لمدة عشرين عاماً مع وضوح الرؤية الّتي دائمًا يتوخّاها سعادة الأستاذ الدكتور: تركي بن سهو العتيبي ويراعيها، ويعتني بها في إعماله كلّها؛ مراعاة الأهداف، ووضوح الرؤية، ودقة التنفيذ والتطبيق: وهذه لعمري هي أسس النجاح وإمارات والتفوق، وعلائم النجاح.
فشكرًا للأستاذ الدّكتور: تركي بن سهو العتيبي وشكرًا للعاملين معه وشكرًا لمركز الملك فيصل ومع الشكر لهم جميعًا التهنئة لهم بهذا الإنجاز.
وفي المختتم لمعاشر القراء التحية والسّلام.