علي الخزيم
كلما دخلت لموقع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض (KKESH) تبهرني الإنجازات والابتكارات العلمية الفريدة المتخصصة التي يندر مثلها في منطقة الشرق الأوسط بحق وليس تكرارًا لمقولات كانت بالسابق تستخدم في العالم العربي لإطراء كل مشروع حتى لو لم يكن بذاك القدر من النجاح والإنجاز، ولاسيما أن المستشفى لا يزال يستقطب أمهر الأطباء الموهوبين المعروفين عالميًا للعمل هنا للاستفادة من خبراتهم وإنجازاتهم، إلى أن غدا منارة للعلم ومنهلاً للأبحاث، وقد حاز جوائز ومراكز متقدمة في مجالات متعددة ليُصَنَّف ضمن مراكز مماثلة على مستوى العالم وبشهادة جهات متخصصة معتمدة دوليًا.
ولا بد من الإشارة إلى إنجاز جديد ولأول مرة في المملكة وثَّقه تقرير صادر عن الصحة بإجراء عملية استبدال الخلايا المبطنة للقرنية و(غشاء ديسمنت) كإنجاز فريد يحسب للمستشفى والقائمين عليه كل بتخصصه، إِذ إنهم يعملون كفريق واحد يكمل بعضهم البعض وهذا من أسرار التفوق الذي يتحقق باستمرار بالمستشفى، أضف لذلك إجراء 12277 عملية جراحية كبرى، و916 عملية زراعة قرنية وأنسجة، ولا يمكن إغفال مختبر زراعة الخلايا الجذعية لقرنية العين بشقيه الإكلينيكي والبحثي الذي أنشأه المستشفى منذ سنوات ويعد فتحًا علميًا جديدًا كأول مختبر من نوعه بالمنطقة، وواحد بين أمثاله القلائل على مستوى العالم، وغني عن الذكر أن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أول مستشفى في المنطقة يقدم خدمات تخصصية بأمراض العيون، كما أنه الوحيد الذي يحوي بنكًا للعيون متكامل الخدمات بدول الخليج العربية، وغير العربية، كما أنه الأكثر بين المنشآت الطبية العربية نشرًا لأبحاث العيون حيث ينشر أكثر من مائة بحث سنويًا في مجلات عالمية مُحَكَّمة، وتحدث التقرير عن إجراء 9 عمليات زراعة قرنية صناعية مَكَّنت المرضى بفضل الله من استعادة النظر بعد سنوات من المعاناة، ويمضي التقرير مشيدًا بإنجازات الصرح الطبي العملاق بالرياض ليبين أنه قدم خدماته الطبية خلال العام الماضي بقبول (13119) حالة جديدة، فيما بلغت الإحالات المستلمة عن طريق برنامج إحالتي من كافة مناطق المملكة (6711) إحالة وتم قبول (4548) حالة للعلاج والكشف على (2151) مريضًا في المناطق الطرفية من خلال برنامج التعاون الطبي بالتنسيق مع الشؤون الصحية في المناطق وإجراء (500) عملية جراحية و(138) جلسة علاج شبكية العين بالليزر، فيما أظهرت إحصائيات خدمات المرضى أن أكثر من 4 ملايين زيارة تمت لمرضى العيادات الخارجية منذ تأسيس المستشفى، كما تم التعامل مع 340 ألف مكالمة بمركز اتصال المرضى وحصل على المركز الأول بمؤشر الأداء العام لمركز 397 بنسبة (97 في المائة)، وحسب التقرير فقد تمت زيادة الطاقة الاستيعابية لمرضى العيادات الخارجية بنسبة 20 في المائة مع بداية العام الميلادي الحالي مع زيادة الطاقة الاستيعابية لغرف العمليات الجراحية بنسبة 16 في المائة مع بداية الربع الثاني من هذا العام.
فحين تتحدث أو تقرأ عن مثل هذه الصروح المتميزة تذهلك الأرقام والحقائق، غير أن المهم الآن أن يُدرك المواطن حجم ما يُقدَّم له من خدمات صحية بمستويات عالمية راقية كما هي بهذا المستشفى، وبمملكة العزم كافة.