هالة الناصر
بالرغم من أنها قضية انتهى الحديث عنها في دول العالم منذ عشرات السنين، إلا أننا في المملكة لازلنا نناقشها حتى الآن ونبحث تفاصيلها ونتبادل الآراء حولها، وهي قضية قدرة المرأة العاملة على التوفيق بين حياتها العملية وبين حياتها الأسرية، بين طموحها الشخصي وبين دورها في المنزل والحفاظ على تماسك أسرتها.
الحق أن النقاش حول هذه المسألة وإن تشعب الآن وبات ملحا، فإن ذلك يدل على الدور الكبير الذي باتت تلعبه المرأة السعودية في الحياة العامة وفي المجتمع ككل، بفضل الله ثم سياسات قادتنا- حفظهم الله-، هذه السياسات التي أولت المرأة كامل حقوقها ومنحتها الثقة التي تستحق وساعدتها على تولي أهم وأرفع المناصب دون تفرقة بينها وبين الرجل، وهو ما يكشف التطور الذي تتمتع به المرأة حاليا قياسا على أوضاعها سابقا.
وكيل وزارة التعليم لشؤون التعليم الموازي السيدة هيا بنت عبدالعزيز العواد، واحدة من أولئك النساء اللاتي منحن الثقة التي تليق بإمكاناتهن وخبراتهن الكبيرة لتتولى هذا المنصب الهام، كانت واثقة من نفسها وهي تتحدث في أحد البرامج بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، عن تجربتها الشخصية في التوفيق بين مهام المنصب ومتطلبات المنزل، كانت إجابتها حول هذا السؤال طبيعية وصادقة.
قالت السيدة هيا إن السؤال طرح عليها عشرات المرات، مؤكدة أن إجابتها كانت واحدة دائما، أنه لا تعارض ولا عائق أمام المرأة العاملة وسيدة المنزل في الوقت ذاته، لأن المرأة بطبيعتها متعددة القدرات وقادرة على تنفيذ عدة مهام بكفاءة عالية في الوقت ذاته، قادرة على النجاح في حياتها العملية وفي تكوين أسرة متماسكة قوية منتجة.
إننا في المملكة نحتاج أن نستوعب أن المرأة ليست عاجزة، بل هي ذات قدرات وإمكانية استثنائية، لا أكون مبالغة إذا قلت إن المهام التي تقوم بها المرأة عادة تكون أكثر تعقيدا وتشابكا وخطورة مما يقوم بها الرجل الذي لا يستطيع التركيز في أكثر من موضوع واحد في الوقت ذاته، بينما المرأة بطبيعتها التي خلقها الله عليها، قادرة على أن تنجز عدة مهام في الوقت عينه، ولكن لأنها باتت تفعل ذلك بتلقائية وبشكل طبيعي، لم يعد أحد يلتفت لقدراتها وكأنها شيء مسلم به حتى نسيه بعضهم ونسي مكانتها.