ميسون أبو بكر
أصحاب الإنجازات لا تقاس أعمارهم بالسنوات، بل بالإنجازات، ولعمري أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو من هؤلاء الذين تتحدث إنجازاتهم عنهم عبر حقائق مجسدة يتفق حولها الجميع، هو من القلة الذين لا يحتاجون إلى هندسة المدائح وسبك الثناء لأن له تاريخاً في النجاح أجمل بكثير من أي كلمة مدح أو ثناء، محمد بن راشد هو سليل عائلة ليست من حديثي العراقة أو الحكم، تربى في بيت للزعامة يمتد عمره لمئات السنين، لذلك أتى كتابه الأخير «قصتي، 50 قصة في خمسين عاماً» بحجم هذا التاريخ العميق في الفراسة والحكمة والقيادة، كتاب يختصر الطرق المثلى لبناء الإنسان والأوطان، كتاب يحمل من شرائد كل عميق في الحياة، خارطة طريق للقلوب والعقول التي تنذر نفسها لكتابة تاريخ إنساني غير مسبوق تخلّده إنجازات شاهقة ستمر عليها ملايين السنين وتبقى شاهدة على حضارة مدينة بناها محمد بن راشد آل مكتوم من الصفر حتى أصبحت مزاراً لا يكتمل تاريخ كل إنسان قبل زيارتها ليرى قمة ما توصل إليه العقل البشري من نظام وبناء في الإنسان والمكان، «قصتي» تحفة أدبية مثلما هي دبي تحفة معمارية وسياحية، الكتاب الذي نثر أزرقه على أكثر من 306 من ورق الغيم والتشويق لا يمكنك أن تمل منه من أي صفحة، قرأته لأنه ينضح بالإنسانية وثمار المعنى القيم الذي تطرحه أشجار السمو وأغصان الوقار، كتاب عندما تقرأه ستكتشف سر انبهاري به وأنا التي أمضيت عمري أسبر أغوار كل كتاب جديد، كتاب لا يمكنني تقديم كل جواهره الثمينة في مقال صحفي، إذ يكفي لقراءة قصة واحدة منه لتجد نفسك مشدوداً لقراءة قصصه جميعها كونها منسوجة بسمو الإنسان وطاقة محبة الآخرين وروح الرغبة الحقيقية في جعل حياة الناس أفضل وأبهى، في حادث اختطاف الطائرة التي حطت في دبي وخاطب محمد بن راشد خاطفها ستكتشف السر الحقيقي الذي جعله قائداً يتمتع بثقة شعبه ومحبته، إذ يقول إنه شعر بأن أحد أفراد أسرته ضمن ركاب الطائرة المختطفة، يمكنك أن تكتشف سر بساطته عندما تقرأ قصة إرساله من قِبل والده وهو طفل ليتعلّم الصيد في صحراء موحشة ويواجه مخاطرها ويتعلّم أسرارها، كتاب سينافس كتباً عالمية حققت انتشاراً واسعاً لأنها تحمل طاقة وأسراراً تجاوز الإنسان لجميع التحديات.