فيصل خالد الخديدي
في الحُلم مساحة أوسع للخيال لا تخضع لمنطق ولا حدود، والحلم محاولة لبقاء العقل يقظاً إذا نام الجسد ويرى فرويد أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعبًا في الواقع، وأحلام الفنان لغة اللا وعي تدون بوعي، وتدوين الأحلام ممتد في التاريخ الإنساني ووجدت له آثارًا على ألواح حجرية ترجع إلى سومر تلك الحضارة التي تعد من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، والتشكيلي حالم بطبعه، وتدوين أحلامه يخلق عالمًا متسعًا من الأفكار وأفقًا ممتدًّا من الجمال والإبداع، وأحد أبرز الفنانين السعوديين الذي اقتاتت أعماله على الحلم وتجاوزت الحلم بالإحساس الفنان خليل حسن خليل ذلك الفنان الحالم الذي يحمل عاطفة متقدة وطرح يلامس الواقع بلغة سريالية سلسة التعبير متعددة المفردات اختار العزلة مع فنه فعاش واقعه في أحلامه وأحلامه في أعماله فأنتج أحلامًا ملونة وأعمالاً حالمة اتسقت فيها عبارات الجمال مع دلالاته الموضوعية وتناغمت جميعها بإحساس شفيف أكمل منظومة العمل فغدت أعمال بها كثير من الدهشة في بناء رصين متماسك العناصر.
يبني الفنان خليل عناصره في فضائه المتخيل ويؤطر أفكاره بعناوين أعماله وهي مفاتيح أدبية أكثر منها عناوين اختيرت بعناية ليقدم للقارئ العتبات الأولية في تهجي مفردات أحلامه، والمتتبع لمسيرة أعمال خليل يلمح بعض المرتكزات الموضوعية التي قامت عليها أعماله بين سعة اطلاع وملامسة القضايا الإنسانية المختلفة شخصية أو تاريخية أو معاصرة كما يظهر شيء من الملمح الأدبي التي تلامسه مواضيع أعماله في أجواء من الفنتازيا والمبالغة في خروج حالات عناصره من شكلها في الواقع إلى مساحتها الجديدة المتخيلة في عمل خليل فغدت عناصره أكثر لزوجة وسيحان وثورة وعنفوان في طقوس يبنيها بوعي لما يريد أن يصل إليه والتي تشي بها كثرة الاسكتشات لمعظم أعماله والتي يحاول إقناع نفسه قبل الآخرين بما يريد أن يقدمه من أحلام على سطح الأعمال.
أما اللون عند خليل فهو مكمل ومكتمل ومدروس بعناية يضيف متعة بصرية لونية فائقة الإتقان تُكمل ما يفقد من اكتمال الأشكال فمنظومة العمل الواحد ترتبط بمنظومة الحلم الملون لخليل التي تعبر عنه وعن عالمه المتخيل الذي عاش فيه عزلته بجميع تفاصيله.