خالد الربيعان
دخلنا التاريخ، فهذا أول موسم في تاريخ الدوري السعودي الذي يشهد إقالة 15 مدربًا!، 5 أندية فقط من 14 ناديًا لم تقيل مدربيها!، مدرب المنتخب السعودي سابقًا محمد الخراشي له تعليق مهم على هذه المسألة، وهي أن هناك خللاً خطيرًا في إدارة منظومة كرة القدم، وعشوائية في اختيار المدربين، وهدرًا ماليًا في الأندية، وأنا اتفق معه تمامًا..
أحد أهم أسباب ديون الأندية هي مستحقات المدربين الأجانب، وكذلك سببت عددًا غير قليل من القضايا الدولية للأندية في الفيفا! وما تلا ذلك من عقوبات ومنع من تسجيل لاعبين.. بجانب عدم تحقيقهم من الإنجازات ما يوازي كل هذا أصلاً!، الأمر الذي يضع المدربين الأجانب للأندية السعودية في خانة العدو لا خانة الصديق!
زيادة عدد أفراد الطاقم المعاون للمدرب الأجنبي: ظاهرة أخرى.. وثقب آخر في خزائن الأندية تهدر أموالها!، وهم يأتون في مهمة سياحية للمملكة، والصفة أنهم «مع المدرب»!، وأحيانًا يكونون أقرباء للمدرب نفسه أو أصدقاء له يفرضون وجودهم، والأندية تقبل بوجودهم من باب «من أجل الوردة نتحمل شوكها»!
كتبت من قبل مقالاً بعنوان «جيرو» وهو اسم مدرب نادي أوكسير الفرنسي، هذا الرجل درب النادي لمدة 44 سنة! -نعم 44 سنة - والغريب أن أسلوبه في التدريب لم يكن متساهلاً مع اللاعبين ليبقى كل هذا في منصبه! بل بالعكس تميز بصرامته الشديدة وتدريباته الغريبة حتى إنه كان يجبر اللاعبين على الجري 5 ساعات دون توقف في الغابات..
غير چيرو هناك ويلي ماك، درب سيلتيك الأسكلتندي 43 سنة!، وهناك أرسن فينجر، درب أرسنال لأكثر من 20 عامًا، السير أليكس فيرجسون و27 سنة مع مانشستر يونايتد!، وتخيل لو أن السير بدأ مسيرته التدريبية مع نادٍ عربي، كانت الإقالة ستأتيه مع أول نتيجة سلبية!، وهو ما لم يفعله اليونايتد ولا جماهيره! بالتالي استمر الرجل كل هذه الفترة الزمنية، فيما يثبت أن ما يُسَيِّر الأمور عندنا هي العاطفة! مع أول نتيجة سيئة أو هزيمة مدوية -خاصة في مباريات الكلاسيكو والديربي- تتم الإطاحه بالمدرب.. لأنه أسهل كثيرًا أن تقيل مدربًا من أن تقيل 11 لاعبًا متخاذلاً!
الأسهل أن تقيل المدرب بدلاً من إقالة رئيس النادي -مثلاً-! فمن يقيل أصلاً هو رئيس النادي الذي وجب أن يفدي نفسه بالمدرب كي يهدئ من غضب الجماهير.. ولا بأس من دفع الشرط الجزائي للمدرب المُقال وهو عدة مليونات فقط! ليس خسارة في رئيس النادي.. أليس كذلك؟
عندنا أيضًا الحاج ديمتري! البلجيكي مدرب الاتحاد الشهير ـ الرجل بدأ رحلته التدريبية العربية في التسعينيات، بدأ بالوصل الإماراتي ثم الشارقة الإماراتي أيضًا، ثم الاتحاد السعودي، ثم الوحدة -الإماراتي أيضًا -ثم الاتحاد- مرة ثانية - ثم الأهلي - السعودي وليس المصري - ثم قطر القطري، ثم الاتحاد - مرة ثالثة - ثم رحل عن الاتحاد، ثم عاد إليه - مرة رابعة!
عندنا أيضًا الحاج باكيتا -برازيلي- نتذكره جميعًا، بدأ بالشباب العماني ثم ذهب للهلال السعودي، فاستقر في قطر! درب هناك نادي الغرافة..ثم شقيقه نادي الريان!، ثم قفز إلى ليبيا ليدرب منتخبها! ثم توغل ودرب نادي الاتحاد الليبي! ثم مرق إلى الإمارات ودرب الشباب، ثم برق لنادي الغرافة القطري -مرة ثانية- ثم حفر طريقه إلى مصر فدرب الزمالك ثم الشرطة! قبل أن يستقر في موطنه..البرازيل.. ليدرب بوتافوجو!.. والله لقد تعبت وأنا أكتب فتخيل كم تعب هو في رحلته بين الأندية العربية «الطيبة»!
مطلوب مدربين!
هذه المعضلة لها في رأيي -المتواضع- حلان، الأول هو المدرب الوطني، وأبناء النادي من نجومه السابقين، والثاني هو أن يكون هناك قانون يلزم الأندية.. مثلاً بعدم تغيير المدرب إلا بعد مرور الدور الأول من الدوري، أو أن يكون هناك عناصر من الجهاز المعاون للمدرب الأجنبي من أبناء النادي لاكتساب الخبرة التدريبية.. أو أن يكون لكل نادٍ 3 تغييرات فقط في الموسم كما أن للمدرب 3 تغييرات في المباراة!
سؤال المقال: كم علامة تعجب في النص السابق؟!