علي الصحن
حقق الهلال بداية جيدة في دوري أبطال آسيا بفوزه القوي على العين على ملعب الأخير، وقدم الفريق مباراة مثالية رغم نقص عدة عناصر بارزة، ما بين ثلاثة أجانب وعدد وافر من لاعبيه الدوليين السعوديين. وسجل الفريق ثلاث نقاط هامة في مجموعة صعبة، وفي موسم صعب أيضاً ينافس فيه الفريق على أربع جهات بعد أن كان قد استهل موسمه بالفوز بكأس السوبر السعودي.
الهلال اختلف كثيراً مع زوران، ومن المؤكد أن من كانوا ضد قرار الإدارة بفض الاتفاق مع خيسوس قد غيروا رأيهم الآن، وهنا لابد من الإشادة إلى العمل الجبار الذي قدمته إدارة الهلال بقيادة الأمير محمد بن فيصل وطارق التويجري وفهد الراشد، وما يحسب للإدارة أنها قد درست حال الفريق الذي تراجع مستواه في منتصف الدوري وفرط في نقاط ما كان له أن يفرط بها لولا بعض الأخطاء البسيطة وعدم وجود بديل بمستوى الأساسي، وتنبهت للمشاكل الفنية التي يعاني منها، فجاء تعزيز الفريق بثلاثة لاعبين أجانب جدد (جيوفينكو - ديجينك - سوريانو) بالإضافة لهتان باهبري، مع عودة عدد من اللاعبين المصابين واكتمال جهوزية آخرين، ليقدم الفريق النموذجي الذي يبحث عنه الهلاليون ويؤملون فيه الكثير وينتظرون الأكثر في المرحلة المقبلة.
المرحلة المقبلة صعبة، ومتعددة المشاركات، ومن المؤكد أن القائمين على الفريق الأزرق يدركون ذلك، وقد أعدوا لكل شيء عدته.
هل سيستمر الأجانب الـ8؟
أمام اتحاد الكرة (المؤقت) عدة ملفات هامة، هناك ملفات لا تقبل التأجيل ينبغي البت بها قبل بداية تحضير الأندية للموسم المقبل، من أهم الملفات من وجهة نظري العدد المسموح به من اللاعبين الأجانب في كل فريق، فالعدد الحالي من اللاعبين قد يناسب بعض الأندية، وقد تجد فيه علاجاً مناسباً لمشاكلها الفنية، لكنه أيضاً سيثقل كاهل جميع الأندية، وسيزيد من أعبائها المالية، وربما تجد نفسها من جديد أمام مشكلة الديون التي كادت أن تعصف بها لولا التدخل الكريم من صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله.
عدد ثمانية لاعبين أجانب، عدد كبير، ظهرت أول آثاره السلبية خلال مشاركة المنتخب الأول في بطولة أمم آسيا، تعاني الكرة السعودية من غياب حقيقي لحراس المرمى والمميزين ورؤوس الحربة (الهداف) بعد أن انصرفت الأندية كلها أو جلها إلى التعاقد مع لاعبين أجانب لسد حاجتها الملحة في هذين المركزين الهامين جداً، وقديماً قالت العرب: (ليس كالحال دليلاً على صدق المقال) وحال الأندية وعدد اللاعبين الأجانب مقابل اللاعبين السعوديين في قائمة هدافي الدوري السعودي تكشف حجم المعاناة والغياب.
في مواجهات دوري أبطال آسيا الذي يشارك به أربعة أندية سعودية، سيعاني المدربون وفرقهم من تباين العدد المسموح به محلياً والعدد المسموح به قارياً، خاصة إذا لم تكن إدارة النادي قد فطنت لذلك وأعدت العدة مبكراً ووضعت حلولا مناسبة له، على أن ذلك لن يحل مشكلة سيقع بها مدربو الفرق الأربعة، وهي اللعب كل مباراة بقائمة مختلفة، ما قد يتطلب أيضاً تغييرات على أسلوب الفريق وطريقة أداءه وشخصيته وتفاهم لاعبيه وانسجامهم وهي أشياء هامة يركز عليها المدربون وتؤثر على عملهم بكل تأكيد.
يفترض أن يحسم اتحاد الكرة الأمر مبكراً، فأمام الأندية التزامات عدة إذا كان ينوي تخفيض العدد، وأمامها التزامات أخرى أيضاً في حال الإبقاء على ما هو عليه اليوم.
عندما يخفض الاتحاد عدد اللاعبين للعدد السابق (4) أو ينحاز إلى التدرج في تقليل العدد، بحيث يكون العدد في الموسم القادم، ما بين (5 أو 6) مثلاً سيكون لزاماً على كل ناد تصريف العدد الزائد من اللاعبين، هناك أندية مرتبطة مع لاعبين بعقود تزيد عن الموسم الواحد، ولابد أنها سوف تسعى لبيع عقودهم، والاستفادة من المردود المالي في تقوية صفوفها بلاعبين أكثر تميزاً، ولابد أيضاً أنها سوف تفتح ملفات التعاقد مع لاعبين محليين يسدون الفراغ الذي سيتركه تقليل عدد اللاعبين الأجانب.
وعندما يقرر الاتحاد المضي في العدد الحالي من اللاعبين سيكون أمام الأندية خيار استبدال عدد منهم، وسيكون أمامها أيضاً البحث عن موارد مالية تسد حاجته، وتفي بمصاريف هذا العدد، خاصة وأن كل الأندية سوف تذهب إلى التعاقد مع الحد الأعلى، ولن تتنازل عنه، فهي لا تريد أن تهب رياح النقد من مدرجها مبكراً، ولا تريد أيضاً أن تمنح المدرج فرصة الحديث عن ما قد يعده مثلبة في عملها الإداري والفني.
أتمنى أن يدرس اتحاد الكرة الأمر جيداً، وأن يناقش جميع الخيارات، ويناقش الأندية فيها، وأن يعقد ورش عمل لهذا الموضوع، فالتأخر فيه ليس في صالح الاتحاد ولا الأندية ولا اللعبة.