حمد بن عبدالله القاضي
فكرة نابهة بالبحرين الشقيق تولاها مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة الذي تتولى رئاسة مجلس إدارته معالي الشيخة مي آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث قام المركز بتهئية وإحياء بيوت رواد الثقافة والشعر والفنون بالبحرين التي نشأوا فيها وتبلورت قدراتهم وعطاءاتهم بين جدرانها حيث قام المركز بتهيئة عدد وافر منها ونقل ما يتعلق بكل رائد من موجوداته وآثاره إلى البيت المسمى باسمه كمسودات كتبه وكتاباته الأولى بخط يده وأوراقه، وأقلامه ودفاتره بمدرسته وصوره بطفولته ورسائله.. إلخ وجاء ذلك بتعاون وترحيب من أسر هؤلاء الرواد.
وهذه الفكرة بقدر ما فيها من وفاء وإبقاء لذكرهم، فإن فيها حفاظًا على إرثهم وتراثهم، واطِّلاع الأجيال عليها وعلى البناء المعماري القديم لهذه البيوتات.
* * *
لقد شاهدت بالبحرين بيتين جميلين بالمنامة، الأول: بيت أسرة القصيبي الذي تم تحويله لبيت ضم تراثه غازي القصيبي وآثاره وسُمِّيَ «منامة القصيبي» وتولاه مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة ورئيسة مجلس إدارته الشيخة مي، والثاني بيت الشاعر إبراهيم العريض المسمى»بيت الشعر».
***
إني أدعو لأن تقوم بعض مؤسسات المجتمع لدينا بمثل هذه الفكرة، فلدينا روَّاد كبار بمختلف مناطق المملكة، وما أجدر أن نحافظ على بيوتهم التي شهدت بدايات أعمالهم الأدبية والشعرية والفنية وبوقت كانت الظروف المادية صعبة والآلات الطباعية غير متوفرة، فضلا عن عدم وجود «قوقل» ومواقع تيسير المعلومة بالانترنت للباحث والأديب لكن عصاميتهم تغلبت على كل ما واجههم من صعوبات وضآلة إمكانات،
فهل تتصدى واحدة أو أكثر من مؤسسات المجتمع لتنفيذ هذه الفكرة الوفائية الجميلة؟
إننا نتطلع أن تبدأ مِثْلَ هذه الخطوة الثقافية الوفائية مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية التي أسهمت مشكورة بترميم بيت أسرة القصيبي حتى أصبح معلمًا ثقافيًّا سياحيًّا يحمل اسم الراحل غازي القصيبي بالبحرين.
* * *
إن قيام مثل هذه «البيوت الثقافية» ستكون معالم ثقافية تبقي ذكرى هذه الرموز الذين هزموا كل المعوقات بذلك الزمن وأسسوا لبدايات انطلاقة منظومتنا الثقافية والفكرية.
والمؤمل أن تدعم هيئة السياحة ووزارة الثقافة بحراكها الجديد هذه الفكرة وإن لم تنهض بها جهة مدنية، فلعل وزارة الثقافة وهيئة السياحة تنهضان بها.
* * *
= 2 =
آخر الجداول
من قصيدة الشاعر غازي القصيبي: أغنية للخليج:
أتيت أرقب ميعادي مع القمر
يا ساحر الموج والشطآن والجزر
هديتي رعشتا شوق وقافية
حملتها كل ما عانيت في سفري
أتيت أمرح فوق الرمل أنبشه
عن ذكرياتي القدامى عن هوى صغري