عثمان أبوبكر مالي
فاجأ لاعبو فريق الاتحاد لكرة القدم جماهيرهم الوفية والمتابعين في قارة آسيا بالفوز الكبير الذي حققوه في مباراتهم الأولى في مستهل مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا على فريق الريان القطري بخمسة أهداف مقابل هدف واحد. وتناوب على تسجيل الأهداف لاعبو الفريق في الخطوط الثلاثة (الهجوم والوسط والدفاع)، وبعد أن تأخر الفريق في منتصف الشوط الأول (الدقيقة الـ23) بهدف التقدم الرياني، أنهاه متقدمًا بهدفين، قبل أن يضيف ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني، كانت قابلة للزيادة. ولم تكن المفاجأة في النتيجة فقط وإنما في المستوى أيضًا؛ إذ قدم لاعبو (العميد) مستوى فوق المتوقع منهم، وأكثر كثيرًا مما انتظرته جماهيرهم، رغم عدم مشاركة ثلثَيْ لاعبي التشكيلة الأساسية التي غاب بعضها بسبب الإصابة، فيما كان غياب البعض الآخر من أجل الراحة في انتظار ما تبقى من مباريات الدوري، وهي الأهم، وتعد (الخيار الأول) للفريق هذا الموسم من أجل الإنقاذ والهروب من (مظلة الهبوط)، فيما تعد بطولة آسيا (ثالث أولوياته) بعد بطولة كأس الملك (الخيار الثاني)، مع العلم أنه واجه فريقًا قويًّا، يحتل المركز الرابع في دوريه بعد ستة عشر أسبوعًا.
الفوز الاتحادي العريض هو الأول للفريق هذا الموسم على ملعب الجوهرة. وجاء هذا الفوز رغم غياب أهم وأقوى أسلحته: سلاح الجمهور المتعود على قيادة الفريق والحضور بكثافة، حتى وهو لا يفوز أمامهم هذا الموسم حتى الآن.. وذلك ليس غريبًا على ذلك الجمهور الوفي؛ فقد ظل يحضر بقوة وكثافة الموسم الماضي رغم أن الفريق لم يفز (دوريًّا) في 13 مباراة خاضها على الملعب نفسه إلا في مباراة واحدة، كانت أمام الاتفاق، لكنه عند نهاية الموسم نجح بامتياز في الفوز بجدارة ونتيجة كبيرة في اللقاء (المهيب) والنهائي (المشهود) مباراة نهائي كأس الملك - حفظه الله - ليشيع بذلك (الأفراح والليالي الملاح) آنذاك في كل جنبات المدينة.
صورة النهائي الجميل وأفراحه لا تغيب عن أذهان الجماهير الاتحادية وهي تنتظر بلهفة وشوق وحنين وثقة من لاعبيها، وقبل نهاية الموسم (الدوري) هذا العام، بث بهجة الأفراح المعتادة بتأكيد البقاء والاستمرارية على مقعده المعتاد بين الكبار ـ بإذن الله تعالى ـ وهو أمل بل رجاء يريده ويتوقعه عشاقه والمحبون (المخلصون) للكرة السعودية، ويستطيعه لاعبو الفريق (بسهولة وقوة) إذا ما حضرت عزيمتهم وهممهم و(روح) الاتحاد فيما تبقى من مباريات للفريق، وأولها المباراة (الفاصلة) بعد يوم غد أمام الفيحاء.
كلام مشفر
« الهمة العالية والروح المعتادة والأهم من كل ذلك (كبرياء العميد) كانت أسلحة النمور جميعًا في مباراة الريان، رغم أن المشاركة كانت باللاعبين المحليين (مع محترف أجنبي واحد في كل شوط). وإذا ما تمسك اللاعبون، ونجح الجهازان الفني والإداري في استمرار توهج (المزايا الخاصة)، فلن يغيب الفوز والفرح في كل مبارياته عن جنبات الجوهرة في حضور الكبير وكبريائه.
« (آسيا لعبتنا) شعار يرفعه الاتحادي، ولا يأتي من فراغ، وإنما هو حقيقة ماثلة للعيان؛ فها هو رغم النقص والغياب والظروف، ومن غير أقوى سلاح، يتفوق على نفسه والعقبات التي تواجهه، ويحضر بقوة حضورًا يريده الجمهور في كل مبارياته القادمة، خاصة في مباريات الدوري القادمة والحاسمة.
«ما هي مشاعر المشجع أو المشجعين الذين يقفون و(تسببوا) في قرار (عقوبة) الاتحاد الآسيوي بحرمان الفريق من جماهيره في أول مباراتين نتيجة (خروج) غير مبرر في إحدى مبارياته في البطولة خارج أرضه موسم عام 2016م، وفي انفلات غير مقبول، لم يستفد منه صاحبه، وضرره تجاوزه ولحق بفريقه ومَن ليس لهم ذنب من جماهيره؟!
« من المهم أن يتنبه الاتحاديون جيدًا، ويفطنوا لمحاولات (دق اسفين) بين الجماهير الوفية ولاعبيهم وفريقهم بمحاولات استغلال فوز الفريق في مدرجات خالية، وتفسيره بحجة غياب الجماهير الاتحادية، وما تسببه من ضغط نفسي على لاعبيهم(!!)
« ولا شك في أنها مرية، بل فرية وكذبة كبرى، لن تنطلي على أي لبيب فطن، ومن السهل تعريتها، ولعل أسهل وأقرب رد هو أن الفريق ذاته وإن لم يفز كثيرًا على ملعبه الموسم الماضي لكنه اختتم الموسم في الملعب نفسه وقد امتلأت جنباته عن بكرة أبيها بالحضور العريض الذي قاده للفوز بالبطولة الغالية، ولم يكن فوزًا عاديًّا أو أمام فريق ضعيف، وإنما كان بقوة وجدارة، وكان نجم المباراة الأول (الحضور الطاغي).. كرروها يا نمور.