هروب فتاة ولجوئها إلى كندا أمر يجب الوقوف عند أسبابه والنظر بعين البصير في مآلاته وكيفية التعامل معه.
إنَّ الله تعالى أنعم علينا بالإسلام الذي حفظ حقوق الرجل والأنثى, فجعل للرجل خصائص ينفرد بها عن المرأة وكذلك جعل للمرأة خصائص تنفرد بها عن الرجل, وكلٌّ منهما له دوره الذي يناسبه, فحقوق المرأة في الإسلام حقوق كاملة فيها عزُّها وكرامتها, أما حقوق المرأة عند غير المسلمين فإنها حقوق ناقصة فيها جور وظلم, إما بتكليفها ما لا تستطيع أو بما ليس من خصائصها أو باحتقارها وإهانتها واستغلالها للشهوات.
إنَّه لمصيبة أن ترى فتاة مسلمة تهرب من أهلها ومن مجتمعها المسلم لتعيش بين ظهراني غير المسلمين, ولكن المصيبة أعظم عندما لا نتدارك أبناءنا وبناتنا وفلذات أكبادنا ونجعلهم في مآقي عيوننا وذلك بحفظهم من كلِّ مؤثِّر إعلامي مضلل يطعن في الإسلام وأهله, ويدعو إلى الهروب من الأسرة والمجتمع المسلم, فمن الذي غسل دماغ فتاة حتى هربت إلى الغرب المعادي ومن زيَّن لها ذلك, ومن ساهم في تسهيل وصولها إليهم وحفاوة استقبالهم لها, حفاوة ظاهرها حب وباطنها كره وعداوة وبغضاء ثم إنه لا أحد منا يرضى أبداً بأن يخطف الأعداء بناتنا, فما لفتاة مسلمة تهرب من العدل إلى الجور, ومن العزِّ إلى الذل, أترتجي من ذهابها نيل حقوق وحصول عزٍّ! ألم تر كيف يعامل الغرب نساءهم, والله إنَّهم أهانوا المرأة وهي على ملَّتهم, فكيف لهم أن يحفظوا حق مسلمة لاجئة؟!
فلتحذر الفتاة والمرأة المسلمة من إعلام الأعداء المضلل المشكك في عدل الإسلام وتعاليمه, ذلك الإعلام الذي يطعن في بلادنا وولاة أمرها وعلمائها، فالجميع يعلم أنَّ استهدافهم لبلادنا إنما هو لأجل محاربتنا ومحاربة إسلامنا وأخلاقنا الإسلامية, وكذلك فإنَّه من الواجب صون أبنائنا وبناتنا ونسائنا فلا نذهب بهم إلى بلاد غير إسلامية, لا للدراسة ولا لغيرها من الحجج, حفظاً لهم من أن يتأثروا بعادات وعقائد أعداء الإسلام, ولدينا من المدارس والجامعات ما يكفي, وإن لم يكن عندنا تخصصات مهمة تتطلبها الحياة العصرية بما لا يخالف عقيدتنا وديننا فما المانع من إنشاء تلك التخصصات في بلادنا؟
ومن الأمور المهمة مواجهة الإعلام المعادي وتفنيد شبهه التي يرمي بها على أبنائنا وبناتنا, والرد عليها وتوجيه الأبناء والبنات التوجيه الصحيح وذلك بالقنوات الإعلامية المتخصصة عبر القنوات الفضائية والإذاعات والصحف والمجلات ومواقع الإنترنت وتطبيقاته التواصلية والإعلامية, تحصيناً وحفظاً لفلذات أكبادنا, لئلا يقعوا فريسة للعدو, نريد إعلاماً قوياً يهزم الإعلام المعادي, ويصل إلى أبناء الغرب وبناتهم لتعريفهم بالإسلام وأخلاقه السامية, وكذلك على الآباء والأمهات نصح أبنائهم وبناتهم ووعظهم وإرشادهم وتقوية العقيدة وتأصيلها في قلوبهم وعلى المعلمين أمانة التربية والتعليم وغرس الخصال الحميدة وعلى جميع أفراد المجتمع, كلٌ حسب مسؤوليته وما له من ولاية أن يتصدى للهجمة الشرسة التي تستهدف ديننا وبلادنا وولاة أمرنا وتستهدف علماءنا ومجتمعنا.
اللهم احفظ علينا ديننا وبلادنا وولاة أمرها واحفظ علماءها وأهلها.