في آخر يوم من العام الميلادي الماضي كنت متشوِّقة كثيرًا لأن احتفل بالسنة الجديدة. كنت أريد أن أقول للعام الميلادي الجديد إني جاهزة لكل ما سيحمله هذا العام من مفاجآت وإني حاضرة بكل ما تحمله الكلمة. التقيت بصديقة لي. هي كانت عائدة من رحلة طويلة وأنا الأخرى تنتظرني رحلة طويلة. أقنعتها بأن هذا العام سيكون جيدًا مع الذين يأتون إليه بمعنويات مختلفة. وقرّرنا أن نشاهد الألعاب النارية في الواجهة البحرية في بوسطن، رغم البرد والمطر والتعب. وبعد انتهاء الألعاب النارية، توجهنا إلى السيارة. كنت أعتقد بأن السنة الجديدة ستعطينا الدرس ثم تختبرنا. لكن العام فاجأنا بالاختبار قبل الدرس. تعطّلت السيارة وجلسنا قرابة الأربع الساعات ننتظر المساعدة، ومع ذلك كنا في قمة الهدوء. صديقتي قرَّرت أن تنام وأنا كنت استمع لمعزوفة موسيقية جميلة لجيوفاني مارادي وأقول في نفسي يكفي أن تستمع لموسيقى هذا الرجل حتى تقتنع بأن العالم جميل.
عمومًا، كان هدوئنا عجيب وغير متوقّع، خصوصًا مني أنا. إذ كانت تنتظرني رحلة دولية وعليّ التوجه للمطار في الساعة الخامسة فجرًا. بداخلي سؤال: ما الذي يحاول أن يعلّمنا إياه القدر؟ ثم جاءت المساعدة وتم تغيير إطار السيارة، وشحن البطارية، وانطلقنا. دخلت الفندق في الساعة الرابعة فجرًا وتوجهت صديقتي لمنزل والدتها. كنت مستيقظة لأكثر من أربع وعشرين ساعة ومع ذلك ما زلت هادئة. بداخلي كنت أعلم بأننا نجحنا في الاختبار، لكن لا نعرف ما هو الدرس؟ تأملت الموقف مجددًا وتذكّرت أننا تناولنا العشاء قبل توجهنا للاحتفال. ليس لدينا التزامات عملية مع أحد في ذلك اليوم، فصديقتي مُجازة وأنا لدي رحلة فقط وحقائبي جاهزة. تعطّلت سيارتنا في منطقة آمنة فلا نحس بالخوف. وأجرينا الاتصالات المطلوبة ونعرف بأن هناك من سيأتي لإصلاح السيارة. نحمل معاطف ثقيلة ولا نشعر بالبرد. ولم تكن أياً منا وحدها، فنحن نعيش الموقف معًا. باختصار، كانت احتياجاتنا الأساسية مشبعة قبل وخلال الموقف. وعندما واجهتنا المشكلة كان تركيزنا منصباً على التحدي وكيف نتعاون كفريق! وقتها فقط، عرفت بأن العام الجديد يحمل درسًا إداريًا واحدًا، مفاده: إذا أردت أن تحصل ممن حولك على احترام، تعاون، روح العائلة أو الفريق، فتأكد من تلبية احتياجاتهم الأساسية أولاً. بعدها خض بهم أي معركة وستنتصر.