فهد بن جليد
هذه القاعدة لا تنفع برأيي لكل الأعمال والخدمات، ولا تعني بالضرورة التطور المُطلق في تعاملاتنا، فمازلنا بشراً وفي حاجة لمشاهدة الموظف والمراجع يجمعهما إطار واحد من التفاعل حتى نحافظ على الأقل على الحد الأدنى من لياقة التعامل بيننا، ونطمئن على أنَّ علاقاتنا المجتمعية ما زالت بخير، ففي الصباح توقظنا الآلة، ونسمع الأذان ببرنامج أو تطبيق الصلاة، نطلب فنجان القهوة بالتطبيق، ونحدِّد موقعنا ووجهتنا لسيارة الأجرة الذكية بالتطبيق، الحساب يُخصم في كل خدمة من حسابك البنكي آلياً بفعل التطبيق، معظم حواراتنا مع الآخرين ونقاشاتنا لنتفق أو نختلف حولها كتابياً بفعل التطبيقات الذكية... إلخ من صور الحياة الإلكترونية.
قديماً كنتُ أعتقد أنَّ احتكاك البشر ببعضهم البعض (موظفين ومراجعين) غير مفيد ومضر، به تكثر الواسطة والفساد وتجاوز النظام، وعدم استجابة المراجع أو التزامه بالشروط، ومحاولته تجاوزها دائماً بإقناع الموظف أمامه بعدم ضرورة أو أهمية هذا الحقل أو الشرط..، لكن عندما يكون هناك تطبيق أو بوابة إلكترونية يتم إدخال البيانات من خلالها وإكمال الأوراق والمتطلبات، فسيلتزم الجميع وينشغلون بتأمين المطلوب، وتسير العجلة في القطاع العام والخاص بانتظام، ولا أعرف حقيقة هل ما زلت متمسكاً بهذا الرأي مع استمرار بعض الممارسات القليلة والخفية لتجاوز التطبيقات الإلكترونية والشروط الذكية لتقديم الخدمات على طريقة (معقبين) أيام زمان أم لا؟.. والذين أخشى أنَّ دورهم نشط من جديد بعدما عرفوا مداخل ومخارج تجاوز تطبيقات الخدمات.
إذا كانت الخدمات ستقدم بنفس الطريقة القديمة لمن لا تنطبق عليهم شروط الخدمات الإلكترونية من الجمهور، أو من يريدون التعامل معك عن طريق (ثقافة المعقب) فقط، فلا يجب أن تتوقع نتائج مختلفة عن ممارسات قبل، فكأنَّنا فقط نطبق (قانون السذاجة) أو الجنون لألبرت آينشتاين الذي يعني (أن تعمل نفس الأمور بذات الطريقة ثم تتوقع نتائج مختلفة)، علاج مشاكل من يتهربون من استخدام التطبيقات الإلكترونية ومنعهم من تجاوز النظام، أوٍ الاستعانة بالأيدي الخفية لخدمتهم على طريقة (ألعب يلاَّ)، لا يقل أهمية عن التفكير بوجود تطبيق في الأساس لتطوير الخدمة.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،