محمد سليمان العنقري
احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة التاسعة عالمياً في تصنيف الدول العشرة الأقوى في العالم، وذلك وفق دراسة أجرتها مجلة «US News «and World Report ونشرتها مجلة بيزنس إنسايدر، وذلك بسبب «ما تتمتع به من تأثير سياسي كبير، وقدرات اقتصادية ضخمة، وتفوق عسكري، وسرعتها في تشكيل وتقوية التحالفات الدولية، وما تمتلكه من إمكانات في التعامل مع الأزمات».
ففي عصرنا الحالي ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي تغيرت موازين القوى عالمياً بدخول أطراف جديدة وتوجهات مختلفة للدول عموماً، والمملكة أدركت هذا التغير العالمي مبكراً وبدأت تتهيأ للقرن الحادي والعشرين بهيكلة اقتصادية ضخمة نتج عنها انخفاض كبير بالدين العام وارتفاع بالاحتياطيات المالية أوصل المملكة للمرتبة الثالثة عالمياً بما يقارب 550 مليار دولار مع إنفاق تنموي ضخم لبناء مرافق وبنية تحتية كبيرة بهدف تعزيز التنمية المستدامة ورفع مستوى التنافسية وجذب الاستثمارات، وفي السنوات الأربعة الماضية بدأ الحديث عن رؤية 2030 م التي اعتمدت وبدأ تطبيق برامجها، وذلك بهدف تعزيز قوة الاقتصاد وتحسين كفاءة الإنفاق العام وتوليد فرص للاستثمار وكذلك للعمل.
وبالفعل بات اسم المملكة متصدراً لكل وسائل الإعلام العالمية بشكل كبير نتيجة حجم المشاريع التي تطرحها مثل مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر وإطلاق برامج التحول الوطني والتغييرات الواسعة بالأنظمة والتشريعات، بهدف جذب المستثمرين وإبرار الفرص الاستثمارية التي تطرحها الحكومة في القطاعات كافةً مثل الصناعات التعدينية والسياحة والترفيه والخدمات اللوجستية وغيرها، يضاف لذلك الدور البارز للمملكة في إعادة السلم والاستقرار للمنطقة بعد موجة من الفوضى التي انتشرت بالعديد من الدول العربية، ومع ذلك كانت المملكة وما زالت وستبقى صاحبة الدور القيادي في حل الصراعات بدول المنطقة المضطربة وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية والتصدي للمشاريع المعادية للأمة العربية، وكان لتشكيلها تحالفات عربية وإسلامية أثر مهم في بداية عهد جديد لمستقبل تحالفات الدول العربية والإسلامية وجمعها على أهداف عديدة سياسية وتنموية تخدم المنطقة واستقرارها.
وصف موقع «يو إس نيوز» السعودية بأنها «عملاقة الشرق الأوسط»، يعبر عن مكانتها ومكامن القوة الكبيرة التي تمتلكها وأهميتها للاستقرار والسلم الدولي وكذلك لنمو الاقتصاد العالمي من خلال دورها الواسع في استقرار إمدادات الطاقة عالمياً، وفي زمن القوة وإعادة تعريف المصالح والعمل على قيادة العالم العربي بعد سلسلة من الفوضى غرق بها منذ ثمانية أعوام فإن القيادة والريادة باتت هي العنوان الرئيس لدور المملكة في الشرق الأوسط، وذلك من خلال إدراكها لحجم المسؤولية الكبير لإعادة الاستقرار والسلم لعالمنا العربي والإسلامي وانطلاقه نحو البناء والتنمية بدلاً من الفوضى التي دمرت العديد من دوله.