عبدالوهاب الفايز
التجمع السنوي للمتخصصين في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات من الخبراء والتقنيين والشركات الكبرى المصنعة للهواتف الذكية في العالم الذي يعقد نهاية شهر فبراير في برشلونة والمعروف بـ (World Mobil Congress)، أصبح الحدث السنوي لتقديم الجديد في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات بالذات المتنقلة، وشركة الاتصالات STC، بحكم دورها في قيادة التحول الوطني في تقنية المعلومات والاتصالات، استمرت ومنذ سنوات تمثيل السعودية بهذا الحدث السنوي عبر إشراك قياداتها ونخبة من موظفيها في أعمال هذا الملتقى، وتستثمره أيضًا للقيام بمهمة (الدبلوماسية العامة) في جناحها الذي يقدم للجمهور عبر تقنيات العرض الرقمية تاريخ وحضارة وتراث بلادنا في هذا التجمع الذي تحضره وفود تمثل أكثر من 200 دولة.
هذا العام طغى على الملتقى الجديد في تقنية (الجيل الخامس 5G)، وما تحمله من تطبيقات في إدارة المدن الذكية، وفِي قطاع النقل العام، وفِي البيوت الذكية، وفِي مجال يهمنا كإعلاميين قدم المؤتمر تقنية إنتاج وتداول المحتوى عبر الجوالات الذي ينتقل إلى حقبة مثيرة عبر إطلاق (الجوالات المطوية)، وهذه الثورة في عالم الجوال ظهر الحديث عنها قبل أربعة أعوام، وقدمت بمثابة (بشرى خير) لناشري الصحف.
في مؤتمر اتحاد الناشرين في العام 2014 في ألمانيا كانت إحدى الجلسات مخصصة للقادم في صناعة الجوال، وتحدث الخبراء عن الأبحاث الجارية في التقنية الحيوية، حيث كان جزءًا منها موجهًا لإنتاج جوالات بمساحة الآيباد والقابلة للطي. وقيل للناشرين: استعدوا لهذه الثورة، أنتم الكاسب الأكبر، استثمروا في التحرير، وفِي إنتاج التطبيقات Apps، وجهزوا النموذج التجاري للتخلي عن الورق.
طبعا قيادات المجموعات والشركات الإعلامية المحترفون في الصناعة استقبلوا وفهموا الرسالة جيدا، وانطلقوا يستثمرون في مشروع التحول الرقمي لصحفهم، والآن يجنون ثمار سرعة المبادرة، فالصحافة تزدهر بقوة حيث يتضاعف أرباحها ويقوى تأثيرها، بينما الناشرون العرب يندبون الحظ ويتخبطون في مشاريعهم!
الذي يقتنص الفرصة وسوف يستولي على الحصة السوقية للصحافة وللإعلام بشكل عام هي شركات الاتصالات التي بدأت تتحول إلى شركات تقنية اتصالات ومعلومات.. وأيضًا شركات إعلام.
المهم لنا هو توجه شركة الاتصالات السعودية إلى تقنية الجيل الخامس، ففي المؤتمر الأخير وقعت STC ثلاث اتفاقيات كبرى ضمن مشروع أسمته (طموح الجيل الخامس) لنشر شبكة 5G وتطوير خدمات وحلول مبتكرة مرتبطة بأحدث جيل من شبكات وتقنيات الاتصال، مع شركائها نوكيا وأريكسون وهواوي، حيث تسعى شركة الاتصالات لبناء شبكة تقنية الجيل الخامس، حتى توفير الخدمات المرتبطة بها وتعزيز منتجاتها وخدماتها المقدّمة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمختصون في الشركة يقدرون أن تساهم الاتفاقيات في رفع المحتوى المحلي السعودي لقطاع الاتصالات بأكثر من 2 مليار ريال (إضافة إلى تعزيز توطين وبناء القدرات البشرية والمعرفية لتكنولوجيا الجيل القادم، وزيادة توطين الوظائف في المراكز العليا لدى الشركاء بنسبة 50 %، وتحسين دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 20%، ومضاعفة الاستثمار الابتكاري المباشر الذي توفره شركاء STC في مجال تقنية الجيل الخامس لتطوير هذا القطاع الحيوي القادم في المملكة العربية السعودية).
هذه التقنية التوسع فيها سيكون في صالح التحول الرقمي الحكومي الذي نتطلع إليه، كما ستكون تقنية تمكن قطاع الأعمال السعودي من التحول إلى بيئة رقمية تنعكس على جودة الخدمة وخفض التكاليف، بالذات في القطاعات الكثيفة في استخدام العمالة.
أيضا هذه التقنية نتمنى أن نرى تطبيقاتها في إدارة الخدمات في مدننا، فالتقنية الجديدة ستكون عماد إدارة (المدن الذكية)، ففي مدن المستقبل ستكون جميع الخدمات مدارة ومراقبة من غرفة تحكم رئيسية في المدينة، وربما تأخرنا في تحديث إدارة المدن سوف تعوضه التقنية الرقمية الجديدة، فهل البلديات والأمانات قريبة من تحقيق هذا الحلم؟