د. علي بن صالح الخبتي
نحمد الله أن بلادنا هي مهبط الوحي ومنبع الرسالة وحاضنة الحرمين الشريفين.. وأن قائد هذه البلاد يسمي نفسه «خادم الحرمين الشريفين».. ولهذا تحرص مساجدنا ومدارسنا ومؤسساتنا التعليمية على تكريس القيم الإسلامية التي نعتز ونفتخر بها.. ويأتي «كيف نكون قدوة؟» الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل قبل ثلاث سنوات في منطقة مكة المكرمة امتداداً لهذه الجهود النوعية التي تكرسها بلادنا.. «كيف نكون قدوة؟» يهدف لأن نكون قدوة في بيوتنا وفي مدارسنا وفي أعمالنا وفي مساجدنا.. «كيف نكون قدوة؟» لهذا العام يهدف إلى أن نكون قدوة في منطقة مكة المكرمة لخدمة الحاج والمعتمر.. وأعلن الأمير خالد الفيصل قبل أيام أن مشروع «كيف نكون قدوة؟» للعام القادم سيكون لخدمة لغة القرآن، اللغة العربية.. نعلم جميعاً أن الإسلام انتشر في العالم بالقدوة وليس بالسيف أو القتال.. ونعلم جميعاً أن قيم المحبة والسلام والتسامح والصدق والأمانة هي قيم إسلامية نشرت الإسلام وليست قيما غربية كما يدعي الغرب.. نعود في تعاملنا وفي علاقاتنا وفي إنجازاتنا كما هو مفترض أن نكون كمسلمين.. لنكرس قيم المحبة والسلام والتسامح في معاملاتنا مع الآخر.. لنثبت للعالم أننا في المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومحضن الحرمين الشريفين أحق بأن يعرف العالم أننا نتمثل هذه القيم ونبثها للعالم وليس العكس كما يدعي الغرب.. «كيف نكون قدوة؟» يأتي انعكاساً لحرص قيادة هذه البلاد على بث القيم الإسلامية في كل تعاملاتنا.. الذي يزور منطقة مكة المكرمة لا يكاد يرى ركناً في مدرسة أو جامعة أو إدارة حكومية أو شارع دون لوحة كتب عليها: «كيف نكون قدوة؟».. سعياً لتكريس القدوة.. هذا العام سيحتوي المشروع على مبادرات من جميع القطاعات العامة والخاصة تهدف لخدمة الحاج والمعتمر.. ودشن الأمير خالد استثناءً ومواكبة ليوم اللغة العربية في 18 ديسمبر 2018م عنوان مشروع «كيف نكون قدوة؟» للعام القادم عن اللغة العربية لتقدم جميع القطاعات العامة والخاصة كالمتبع مبادرات لخدمة اللغة العربية.. وفي كل عام يتم اختيار موضوع نوعي لمشروع «كيف نكون قدوة؟» يتم انتقاؤه بعناية ليحقق أهدافاً نوعية يكون فيها المواطن قدوة حقيقية كمسلم وكسعودي مواكبة للمكانة التي تحتلها المملكة العربية السعودية بين الدول الإسلامية.. ليس هناك شك في أن لنا في هذه البلاد خصوصية نتمتع بها دون بقية بلاد العالم والحمدالمنة لله.. فالرسالة نزلت في بلادنا وبلادنا تحتضن الحرمين الشريفين.. والعالم الإسلامي بكامله يتجه للكعبة خمس مرات في اليوم.. خصوصية ليست ككل الخصوصيات.. ولهذا لا بد أن نكون قدوة.. ومع كل ذلك حرصت ولا زالت تحرص بلادنا على امتلاك زمام العلم والتقنية والقوة.. وتوجت تلك الجهود برؤية 2030 التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون خدمة للدين ورفعة للوطن.. وأصبحنا الآن نتحدث عن الفضاء واستخدام الطاقة النووية في السلم.. وخلاصة القول ستكون بلادنا بإذن الله قوية بقيمها المستمدة من عقيدتها الإسلامية.. وستكون قوية بامتلاكها زمام القوة في كل المجالات.. وستكون قوية بالقدوة المتمثلة في مواطنيها لنثبت للعالم أننا نحن وليس أحد آخر منبع قيم المحبة والسلام والتسامح والتعاون والصدق والأمانة والإنجاز.. سنثبت للعالم بإذن الله أننا أمة القيم وأمة العلم وأمة القوة.. نسأل الله العلي القدير التوفيق وسداد الخطى لكل جهد يهدف لرفعة هذه البلاد وتقدمها ورفعة دينها..