أمر مفرح أن ترى أكثر من اسم في أكثر من موقع على خارطة المنظومة الرياضية الآسيوية أو حتى العربية، وهذا أمرٌ يُسعد الجميع، ولكن مع هذه السعادة نتساءل: ماذا عسى أن تقدم تلك الأسماء لرياضة للوطن؟
في الواقع نجهل الكثير عن آلية التعيين؛ لأن الأدوار مغيبة. نعرف قصة البداية، ولا شيء آخر. تنتهي العلاقة، وتنقطع الأخبار مع صاحب هذا المنصب أو ذاك إلى أن يأتي آخرون.. وهكذا دواليك. لا نعرف مجال العمل، ولا حتى معايير الاختيار؛ لينتهي بناء المطاف لقناعة أن الموضوع ليس أكثر من مجاملات، وتبادل مصالح، وأحيانًا تكريم من باب رد الجميل، أو نظام محاصصة بين كتلة وأخرى على اعتبار أنه لا صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة؛ لهذا لم يعد أحد يهتم بمثل تلك الأخبار أو هذا الاختيار؛ لأن تأثير هذه التعيينات ليس بذلك التأثير الكبير الذي يمكن أن يسهم بشكل أو بآخر في أي قرار. وما زلت أتذكر أحد أبطال تلك المناصب عندما أعلن أنه بإمكان الأندية السعودية الترشح لاستضافة بطولة العالم للأندية مع أن فترة الترشح انتهت منذ فترة طويلة، وأخونا آخر من يعلم.
والأمثلة كثيرة، على أن الموضوع لا يخضع للكثير من التدقيق للتأكد من وجود الحد الأدنى من متطلبات المنصب.
من جانب آخر، نجد أن هناك تعيينات، ضررها أكثر من نفعها، مثل وجود الشيخ سلمان على هرم الاتحاد الآسيوي؛ لأنه لم يقدم أي شيء ملموس يفيد الخليج أو حتى الكرة الآسيوية، بل إننا في وقت من الأوقات شعرنا بأنه ضد الفرق السعودية على جميع المستويات، وما ظُلم الهلال والمنتخب في أكثر من مناسبة عنا ببعيد.
على أية حال، نتمنى أن يكون الوجود السعودي مؤثرًا، يتخطى الوجود الصوري (as figurehead) الذي تعودنا عليه بعد رحيل الطيبين أصحاب الصولات والجولات في الاتحاد الآسيوي.
وقفتان
# لا أعرف سر تكرار سالم الدوسري الأخطاء نفسها، ولا أعرف ما هي مهام المدرب والجهاز الفني في تعديل تلك الأخطاء. سالم - للأسف - عاد لسالف عهده ما قبل إسبانيا التي عاد منها ببرمجة جديدة، أعادت توهج سالم للأفضل في خدمة الفريق. للأسف (خربت) البرمجة، وعاد سالم ساعي البريد الذي يجوب أنحاء الملعب دون فاعلية تذكر. نقول لزوران وجهازه الفني إن سالم يحتاج إلى إعادة برمجة، توفر جهده، وتوضح أدواره في الملعب.
# انتهى دربي الاتحاد والأهلي، ولم نرَ فيه إلا حضورًا جماهيريًّا رائعًا، وهدف السومة الأروع، عدا ذلك لا شيء يُذكر، وإن كان لا بد أن نقول أكثر من هذا عن هذا الدربي فإننا توقعنا أكثر مما شاهدنا، وتوقعنا أيضًا فوز الأهلي الذي ضيع فرصة استغلال وضع الاتحاد! السؤال: إذا لم يفز الأهلي على الاتحاد في وضعه الراهن فمتى يفوز؟
خاتمة
في الماضي كان للمخضرمين حضورهم اللافت نظرًا لما يملكونه من فكر وخبرة، اكتسباها عبر السنين. مخضرمو الحاضر يختلفون كثيرًا عما عهدناه من السابقين؛ إذ إنهم يكبرون عمرًا، وتصغر عقولهم، ويجف حبر فكرهم بهدمهم تاريخ السنين بهرولتهم خلف التفاهات من أجل حفنة جماهير وحزمة أضواء! الخوف كل الخوف أن يزيد الخرف ونشوفهم بقصات القزع. الله يستر.
** **
- فهد المطيويع