فهد بن جليد
هل سعودة أي وظيفة في أي مكان في المملكة تعني حجبها عن جميع المقيمين وإتاحتها للسعوديين؟ أم يمكن أن يكون أمام وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فرص وأساليب نوعية مبتكرة لتوطين الوظائف، تخدم جميع الأطراف؟ فمثلاً هناك خيار السعودة بالمنطقة حسب ظروف كل بيئة. هناك فرصة الاستفادة من الخبرات والكفاءات أطول مدة ممكنة، وهناك فكرة أن يتمكن المواطن أو مجموعة من المواطنين الذين يمكنهم شغل وظيفة محددة في مكان محدد، وإن كانت غير مشمولة بخطط السعودة، من التقدم للوزارة وطلب شغلها. وهنا يمكن أن تقوم الوزارة بالتنسيق تدريجيًّا مع أصاحب العمل عن وجود سعودي أو سعوديين قادرين على شغل الوظيفة؛ ليتم إدراجهم في مرحلة اختبار وتخطيط لسعودة هذه الوظيفة أو أكثر بعينها عن طريق فروع الوزارة ومكاتبها؛ ليصبح بعدها التوظيف ملزمًا لصاحب العمل، ويتم الاستغناء عن الأجانب كأفراد بحسب قدرة السعوديين كأفراد على شغل هذه الوظائف. وتبقى المنافسة في مناطق أخرى، قد لا يستطيع السعوديون العمل فيها. هذه نواة لأفكار يمكن أن يتم تطويرها وتحسينها أكثر، وتكييفها.
لا يجب أن تتكرر الأفكار كل مرة، ولكن يمكن أن تتطور، وخصوصًا ونحن نعيش هذه الأيام ملتقى لقاءات الرياض 2019 الذي ينظمه صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» بمساراته الخمسة «تحديات سوق العمل في القرن الواحد والعشرين»، وهي فرصة جميلة وخلاقة للبحث عن أفضل الفرص ضمن خمسة مسارات منوعة، تهدف للوصول إلى نتيجة واحدة دائمًا لدى طالب العمل وصاحب العمل على السواء، هي «أفضل عرض وظيفي»، و»أفضل كفاءة لشغل الوظيفة»، وما بين هذا وذاك تلوح الفرص التي يمكن شغلها من الباحثين والعارضين في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تحديدًا، ومهما تغيَّر شاغلو المناصب، أو تقاعدوا، لا يجب أن نخسر كل أفكارهم السابقة، بل يمكن التفتيش في الملفات والتجارب والأفكار السابقة التي لم تطبَّق في حينها، وتطويرها أو الحذف منها أو الإضافة إليها.. للوصول لصيغ مبتكرة تساعد في خفض أرقام معدلات البطالة، وحل المشكلة.
سأدلل بمثال واحد فقط أيام غازي القصيبي - رحمه الله -: قبل 14 سنة أعلن أن الوزارة تدرس مقترحًا تقدم به أصحاب العمل أنفسهم لدفع «رسوم مقابل عدم السعودة» للذين يتعذر عليهم الاستغناء عن غير السعوديين لصالح صندوق تنمية الموارد البشرية الذي ينظِّم هذا الملتقى اليوم. هنا يمكن تطوير مثل هذه الفكرة لتخص مناطق غير رئيسة أو مدن صناعية، يكثر فيها غير السعوديين، أو حتى لمهن السعوديون غير مستعدين لشغلها بالكامل، إلى غير ذلك من الأفكار؛ فوزارة العمل والتنمية الاجتماعية متقدمة للأمانة فيما يخص رصد المشاركات الإلكترونية والنقاش للجمهور، وأعتقد حينها أنها ستحصل على خطط وأفكار متنوعة للتوطين، توازي عدد الباحثين عن عمل اليوم.
وعلى دروب الخير نلتقي.