فضل بن سعد البوعينين
صنَّفت دراسة أمريكية، أجرتها مجلة US News and World Report، المملكة بوصفها تاسع أقوى دولة في العالم مستندة إلى ما تتمتع به من تأثير سياسي كبير، وقدرات اقتصادية ضخمة، وتفوق عسكري. مكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي كونها قِبلة المسلمين، وحاضنة الحرمين الشريفين، والأكثر مساهمة في البرامج الإنمائية والإنسانية العالمية، جزء مهم من مقومات قوة الخير السعودية.
أؤمن بأن تأثير المملكة ومكانتها العالمية لا يحتاجان إلى أن يُثبَتا بدراسات متخصصة؛ فموقعها المهم ضمن مجموعة العشرين، ومرجعيتها في شؤون النفط، وقدرتها الاستثمارية، وملاءتها المالية، وحجم تأثيرها السياسي، وقيادتها للعالمين الإسلامي والعربي.. خير دليل على تلك المكانة المتميزة التي يسعى الكثير إلى تشويهها، أو الانتقاص منها.
وهب الله المملكة الكثير من مقومات القوة، وهي مقومات تحتاج دائمًا إلى الاستثمار الأمثل الذي يسهم في تحويلها إلى قوة مؤثرة عالميًّا. وأحسب أن الإصلاحات السياسية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين، وتفعيل دور المملكة إقليميًّا وعالميًّا، وقيادة العالمين العربي والإسلامي لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وحمايتها من التدخلات الخارجية، وإعادة ترتيب العلاقات السياسية وفق منظومة التحالفات المتوازنة ذات الأقطاب المتعددة، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية المؤطرة برؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أسهمت في تفعيل وإبراز قوة المملكة، واحتلالها المركز التاسع عالميًّا.
شكَّلت رؤية 2030 المرحلة الأهم في التحول الاقتصادي والإصلاحات الاستراتيجية، وتعزيز دور المملكة الاستثماري والتنموي، وفتحت أبواب الشراكات الاقتصادية الكبرى مع الشرق والغرب وفق منظومة متوازنة، وداعمة للشراكات السياسية والتنموية والاجتماعية.
أحدثت برامج الرؤية تحولاً إيجابيًّا خلال السنوات الثلاث الماضية، وعززت مكانة المملكة في المؤشرات الدولية، وبخاصة المؤشرات الاقتصادية التي تعتبر الأهم في تحقيق التنمية والانفتاح على الأسواق العالمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
نجحت الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمجتمعية في تغيير صورة المملكة النمطية.. كما نجحت مبادراتها السياسية، ومواجهتها كثيرًا من التحديات في المنطقة والعالم بكفاءة، في تعزيز قوتها، وإبرازها بشكل جلي.
هناك جانب مهم من مقومات القوة التي لم تتطرق لها الدراسة، هو القوة الداخلية، والتلاحم المجتمعي، ووقوف الشعب بفئاته كافة خلف القيادة في جميع الظروف؛ وهو ما أسهم في تحطُّم مؤامرات الشرق والغرب، واستهدافهم المملكة وشعبها ومقدراتها.
تشكِّل قوة المملكة الداخلية القاعدة الصلبة التي عززت من مكانتها العالمية، وعززت قوتها الخارجية وتأثيرها في المجتمع الدولي.
وبالرغم من أهمية تصنيف المملكة بوصفها قوة تاسعة عالميًّا إلا أن من المهم التأكيد على استثمار قادتها مقومات القوة التي حباها الله بها في خدمة الإسلام والمسلمين، وإعمار الأرض، ونشر التسامح والسلام حول العالم.. فالمملكة تسعى جاهدة لاستثمار قوتها لإعمار الأرض، وتحقيق السلام، وتنمية شعبها، والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة.