فهد بن جليد
إنصاف عالمي جديد مستحق حصلت عليه السعودية بتصنيفها في المرتبة التاسعة عالمياً ضمن قائمة أقوى الدول في العالم لعام 2019، وفقاً لتصنيف المجلة الأمريكية (يو إس نيوز آند ورلد ريبوت) الذي نشرته بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا الأمريكية، وهذا انعكاس طبيعي لمكانة المملكة وقدراتها الكبيرة والمتفوِّقة، كقوة اقتصادية عظمى مؤثِّرة عالمياً ضمن دول الـ G20، وبامتلاكها أضخم احتياطيات النفط في العالم، وبتأثيرها السياسي الكبير وقوتها العسكرية المتفوِّقة وقدرتها على تشكيل التحالفات السياسية والعسكرية وقيادتها، وقبل ذلك كله بما حباها الله ورزقها من احتضان وخدمة المقدسات الإسلامية، فهي مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين جميعاً وقبلتهم.
هذه المكانة والقوة معلومة عند الجميع ولكن مثل هذا التصنيف المتقدِّم هو اعتراف عالمي آخر يثبت القوة الحقيقية للمملكة العربية السعودية ومكانتها الكبيرة التي يحاول البعض يائساً التشويش عليها أو التقليل منها في الإقليم أو على خارطة العالم، وقد سبقت هذا التصنيف في السنوات الماضية تصنيفات عدة كل منها يتحدث عن مكانة مختلفة للسعودية منها ما هو عسكري ومنها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي, هذا التصنيف الأخير وصف المملكة بأنَّها عملاق الشرق الأوسط، وهي كذلك، فهذه المكانة اللائقة التي تجاوزت بها دولاً عظمى، هي انعكاس طبيعي لقوة المملكة ومكانتها وتأثيرها عالمياً وإقليمياً، وأخذها زمام المبادرة في مواجهة التحديات والأزمات التي يتعرَّض لها العالم والمنطقة وفقاً لمسؤولياتها الإسلامية والعربية والإقليمية والعالمية كدولة رائدة كبرى.
لم تسع المملكة طوال تاريخها لشراء الذِّمم أو الدخول في سباق التصنيفات العالمية كما يحاول البعض، فهي واثقة كل الثقة من مكانتها وقدرتها وتأثيرها واتزان علاقاتها وحسن صورتها الناصعة في عيون المنصفين في العالم، وهذا أمر معروف بدليل عدم محاولتها التدخل لتغيير تصنيفها وعودته في بعض المؤشرات، مع حرصها أن تبقى صورتها واضحة وجليَّة ومكانتها عالية لدى أشقائها وأصدقائها، ونحن اليوم أمام تصنيف تقدِّمه شبكة إعلامية أمريكية عريقة ومستقلة تمتلك أكثر من ثمانية عقود في العمل الإعلامي المنوَّع ليس بالضرورة أن تكون مصالحها متوافقة مع السعودية طوال الطريق، ولكن الحقيقية هي التي جعلت السعودية في المكانة العالمية اللائقة التي تستحقها في هذا التصنيف بشهادة وإشراف جامعة عالمية عريقة تأسست في أربعينيات القرن الثامن عشر وتعتبر أبحاثها العلمية وطلبها من الأكثر انتقائية في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.