د.عبدالعزيز الجار الله
أشرت في المقال السابق إلى أن سمو الأمير تركي الفيصل تناول في منتدى «مسك للإعلام» بمدينة الرياض يوم الثلاثاء الماضي قضايا إعلامية في غاية الأهمية من أبرزها إلغاء وزارات الإعلام، حيث قال الأمير تركي: لم يعد هناك فائدة من وزارات الإعلام، برفع جهاز الهاتف يستطيع كل شخص الرد على شبهة.. فأنا أدعو إلى إغلاق وزارات الإعلام، ما زلت أحب ملمس الصحف والورق ورائحة الحبر، رسالة للشباب السعودي: عليكم الدفاع عن المملكة في مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت الصحافة خارجة عن إطار الأنظمة والقوانين. (انتهى)
عملت إيران منذ ثورتها 1979 وسيطرة الملالي على الحكم في إيران، وأيضاً بعد انتهاء الحرب العراقية عام 1988 -عملت- على تعطيل وإفشال الإعلام السعودي والخليج، وعملت قطر منذ عام 1996 على إسكات وتقزيم الإعلام السعودي والخليجي عبر محطة الجزيرة وقنواتها الأخرى بما فيها اللغة الإنجليزية، وأشعلت تركيا الحرائق الإعلامية فأعطبت الإعلام السعودي والخليجي وعطلته من أكتوبر الماضي 2018 بعد حادثة جمال خاشقجي، كما تواصل مع هذه الدول المعادية بعض المؤسسات الأمريكية والأوروبية في هجوم الإعلامي عنيف على المملكة والخليج.
وفي المعارك العسكرية يسبق الهجوم الشامل إجراءات عسكرية هي تعطيل الرادارات وتدمير الدفاعات وضرب الطائرات والمطارات، وهذا ما حصل مع العرب في الربيع العربي الذي انطلق من الشمال الإفريقي بسيطرة هذه الدول المعادية وجماعة الأخوان المسلمين ودعم من الغرب أمريكا وأوروبا منذ عام 2010 في تحييد الإعلام العربي، وفِي المملكة طوقتنا من الشرق إيران، ومن الشمال العراق وإيران وسورية، ومن الجنوب ميليشيات اليمن الحوثية الإيرانية، ومن الغرب في شرقي إفريقيا القواعد العسكرية التركية والإيرانية والإسرائيلية من بداية الربيع العربي و ما زال خطرها قائماً.
وجاءت النتيجة على إعلامنا السعودي قاسية:
- ضعف في وزارة الإعلام وهيئات الإعلام.
- الدفع بالمؤسسات الصحفية إلى الإفلاس والإغلاق.
- تسرب الطاقات الإعلامية إلى مهن غير صحفية والانصراف عن عمل الصحافة.
- غياب كتّاب الرأي وغياب التحليلات والمتابعات المهنية.
- تراجع الجامعات عن تطوير كليات وأقسام الإعلام، والحد من القبول في تخصص الإعلام.
- أغلقت معاهد وأكاديميات ومؤسسات الإعلام في القطاع الخاص.
- تحول طلاب الدراسات العليا في جامعات الداخل والابتعاث الدولي من الإعلام إلى أقرب التخصصات وهما العلاقات العامة، والتسويق، هرباً من مستقبل الإعلام المجهول في الخليج.
وبهذه المنهجية والخطط نجحت إيران وتركيا وقطر في السيطرة على الفضاء الإعلامي والمحطات والصحافة، والإدارة الإعلامية، وأغرقت سماءنا وأرضنا بالأكاذيب والإدعاءات والدجل والمرتزقة.. أما نحن فقد أصبنا بالصدمة وأصبحنا بلا حراك.