صيغة الشمري
قد لا أكون مبالغة إذا قلت إن قرار مجلس الوزراء الخاص باستحداث تأشيرة باسم «زيارة فعالية» تصدر للراغبين في حضور الفعاليات المقامة بالمملكة، سيكون بمثابة دفعة قوية ومؤثِّرة للقطاع السياحي بمختلف ألوانه وأشكاله، وسيحدث نقلة نوعية في حجم التفاعل العربي والعالمي مع الفعاليات الاستثنائية التي باتت تُقام في المملكة بشكل متواتر، القرار الذي سيختصر وقت إصدار تأشيرة زيارة المملكة إلى 24 ساعة فقط، سيرفع من نصيب السعودية من حركة السياحة العالمية ونسبة السائحين المتدفقين على الشرق الأوسط، كما سيضع المملكة على خارطة أشكال سياحية جديدة كانت نادراً ما توضع على قوائمها، خاصة السياحة الفنية والترفيهية، بعدما فتح هذا القرار الباب أمام الجميع وسهَّل عليهم دخول المملكة في وقت قياسي، وطبقاً لنص القرار، وبالنظر للجهات التي ستشارك في حصر نتائج تلك الخطوة، نستطيع أن نستنتج أن التأشيرة ستكون عامة بدرجة كبيرة لتشمل الفعاليات بمختلف أشكالها وألوانها، أي أنها ستشمل المؤتمرات الاقتصادية والفعاليات التجارية الكبرى، كما تشمل الفعاليات الثقافية والأدبية، وأيضاً الفعاليات الرياضية بأشكالها المتنوِّعة وبطولاتها العديدة، أضف إلى ذلك الفعاليات الترفيهية والفنية التي حازت المملكة على نصيب كبير منها خلال الشهور القليلة الماضية وباتت وجهة لأكبر فناني العالم.
فبفضل هذا القرار سيتمكّن أشقاؤنا العرب من زيارتنا لحضور مباريات الدوري السعودي والمشاركات القارية للأخضر ومنافسات الفرق الأوروبية التي تحتضنها المملكة، كما يمكنهم القدوم لحضور الحفلات العالمية التي تقيمها هيئة الترفيه والتي تستقطب زواراً من مختلف بلدان العالم، بخلاف ما سيحدثه القرار من انتعاشه في الوسط الأدبي السعودي بتسهيل عملية حضور الفعاليات الأدبية للراغبين من خارج المملكة، وفي ظل التفكير المؤسسي الذي نعيشه تحت قيادتنا الرشيدة، كان من الطبيعي أن يتضمن القرار في نهايته توجيهاً للجهات ذات العلاقة بدراسة نتائج تطبيق التأشيرة الجديدة خلال ستة أشهر من بدء التنفيذ والوقوف على الصعوبات التي قد تواجهها، واقتراح الحلول وعمليات التطوير، خطوة أخيرة أراها مكملة وضرورية لهذا القرار المهم، وهي ضرورة وضع خطة للترويج لهذا القرار والتعريف به عن طريق سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج وعبر وسائل الإعلام المختلفة لجني ثماره سريعاً.