سليمان الجعيلان
كان يوم الخميس الموافق (20 ديسمبر 2012) يومًا تاريخيًا واستثنائيًا لكرة القدم السعودية بكل ما تحمله الكلمة من معنى عندما تحررت كرة القدم السعودية من ثقافة التعيينات ودخلت عهد الانتخابات بقرار شجاع وجرئ اتخذه رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق الأمير نواف بن فيصل الذي أعلن في (29 فبراير 2012) عن استقالته من رئاسة اتحاد القدم وحل جميع أعضائه وتشكيل لجنة برئاسة الأستاذ أحمد عيد لتسيير أعماله والتجهيز لانتخاباته لاختيار وتنصيب أول رئيس منتخب لاتحاد كرة القدم منذ تأسيس الاتحاد عام 1956م وبالفعل عاش الوسط الرياضي تجربة الانتخاب ومارس (40) عضوًا من الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم يمثلون ممثلي الأندية والحكام واللاعبين والمدربين حرية الاختيار لانتخاب واختيار رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم عن طريق صناديق الاقتراع لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية وظهرت نتائج الانتخابات بانتخاب الأستاذ احمد عيد رئيسًا للاتحاد السعودي لأربع سنوات بعد أن فاز بفارق صوتين عن الأستاذ خالد المعمر!!.. اضطررت لهذه المقدمة الطويلة للتذكير بأول عملية انتخابية في اتحاد القدم التي كانت بالفعل تجربة مثيرة وثرية بكل تفاصيلها وفصولها منذ بداية أحداثها وحتى إعلان نتائجها ولكن السؤال المهم من تسبب في عدم نجاح استمرارها، بل أسهم في فشلها ولاسيما أن اتحاد القدم مر بثلاث تجارب انتخابية كل تجربة أسوأ من التي قبلها حتى وصلت إلى أن تتم رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتزكية؟!.. هل هي تدخلات الهيئة العامة للرياضة سواءً المعلنة أو تلك التي كانت من وراء الأبواب المغلقة هي من تسبب في فشل العملية الانتخابية وأدت إلى إضعاف دور الجمعية العمومية؟! أم هي تلك القناعات والقرارات الخاطئة بإقحام اللجنة الأولمبية السعودية في عضوية الجمعية العمومية لفرض الوصاية على العملية الانتخابية والتدخل في قرارات الجمعية العمومية؟! أو هي تلك التعديلات والتغيرات على النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم لتقويض صلاحيات ومسؤوليات أعضاء الجمعية العمومية الرقابية على أداء وعمل اتحاد القدم؟! أو هي تلك التكتلات والتحزبات التي تحكمها العلاقات الشخصية والمصالح الخاصة على حساب سمعة رياضة كرة القدم السعودية التي أفرزت ذات يوم انتخاب أشخاص ليس لهم علاقة بالرياضة بتاتًا وباتوا مسؤولين ومسيرين لرياضة كرة القدم السعودية؟!!..هذه الأسئلة والاستفسارات أطرحها بين يدي سمو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالعزيز الفيصل الذي أعلم أنه سيقف على مسافة واحدة من الجميع في الانتخابات المقبلة وسيكون محايدًا في انتخابات اتحاد القدم في تجربته الرابعة ومتأكد أنه سيحث الجميع على الاستفادة من الدروس الماضية وعدم تكرار الأخطاء السابقة التي من أهمها كثرة التعديل والتغير على النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم لتطبيق أفكار آنية ووقتية وتفتقد للإستراتيجية البعيدة هي من رفضت استقرار ترشيح ممثلي المملكة في اللجان القارية والدولية وفرضت فوضى تغير ممثلي المملكة في اللجان القارية والدولية بين فترة وأخرى!!.. وعلى كل حال لا يخفى على الجميع إن من أهم أسباب فشل رؤساء الاتحاد السعودي لكرة القدم السابقين هو ضعف أو إضعاف وغياب أو تغيب الجمعية العمومية بالاتحاد السعودي عن دورها ومهامها وممارسة صلاحياتها ومسؤولياتها تجاه مساءلة ومحاسبة اتحاد القدم على أدائه لذلك أتمنى أن يتبنى سمو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالعزيز الفيصل دخول أعضاء فخريين ومراقبين في الجمعية العمومية ليقوموا بدور الإشراف المباشر على اجتماعات الجمعية العمومية ولا سيما أن النظام الأساسي للاتحاد السعودي قد سمح بوجود أعضاء فخريين ومراقبين في الجمعية العمومية وأتاح حضورهم لاجتماعاتها كما جاء في المادتين (19و21) من النظام الأساسي للاتحاد السعودي وليكون هؤلاء الأعضاء عين الرقيب ويكتبوا التقارير عن كل ما يحدث داخل اجتماعات الجمعية العمومية ليقدموها للمسؤول ويعرضونها في الإعلام بكل شفافية ومصداقية لعل وعسى أن تعود الهيبة والمهابة للجمعية العمومية بالاتحاد السعودي لكرة القدم وتنعم رياضة كرة القدم السعودية بعملية انتخابية يكون هدفها الأساسي والأسمى خدمة الرياضة السعودية!!.