تحلو الصورة بالتقائهما، فهما وجهان لعملة واحدة، وهما شعاران في روحٍ واحدة، فالفروسية سمة غالبة على كل أعضائه والمنتسبين إليه، كيف لا؟ والحرس الوطني هو اسم مستمد من مهنة رآها الملك المؤسس -رحمه الله- أمراً ضرورياً لحماية هذه البلاد والحفاظ على أمنها وثغورها من كل الطامعين بها وأعدائها المتربصين بها، فهم حراس الوطن، والوطن تم توحيده بفضل الله تعالى على ظهور هذه الجياد، وبإقدام الرجال البواسل الذين ضحوا بالغالي والنفيس للوصول إلى الحلم المنشود وبحكمة وحنكة وشجاعة الملك المؤسس الذي جعل الخيل مطيته لوصول غايته.
إن العلاقة التاريخية بين مسمى الحرس الوطني والدور الذي لعبته الخيول ورياضة الفروسية في وطننا الغالي ستظل بارزة على مر التاريخ، فالخيل والفروسية كانت وما زالت من الاهتمامات الكبيرة التي يوليها ولاة الأمر ملوك وحكام هذه البلاد المباركة الذين توارثوا حب الفروسية جيلاً بعد جيل وإن دلَّ على ذلك فإن ملك البلاد دائماً هو رئيس الفروسية وراعيها الأول، والحرس الوطني جل اهتمامه، والقيادة الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تدرك هذا الأمر حيث إن الحرس الوطني والفروسية لا ينفصلان كون الصورة لا تكتمل إلا بحضورهم معًا.
إن الحرس الوطني هو امتداد طبيعي لما كان يسمى (سلاح الفرسان) والفرسان معروفون أنهم من يجيدون امتطاء الخيول والسير بها بما يتطلبه الموقف، من سرعة وكياسة وحذر وفطنة، فمن الطبيعي أن تظل الفروسية جزءًا مهمًّا من نشاطات واهتمامات الحرس الوطني.
إن إنشاء الحرس الوطني كان رمزاً استثنائياً وتاريخياً للقيادة الرشيدة حيث إنها أرادت أن تجعل من هذا الصرح العظيم حصناً حصيناً وسداً منيعاً تجاه كل أعداء البلاد في الداخل والخارج، وكان الخيل في ذلك الوقت هو الوسيلة المثلى للمواصلات المدنية والعسكرية، ومع تقدم المملكة وتقنيات الاتصالات، إلا أن الحرس بلسان حاله يقول للخيل (ولا تنسوا الفضل بينكم) ولن ننسى الفروسية ولا الخيل ما حيينا.
إن الحرس الوطني والفروسية قد التصقا ببعضهما البعض كمّاً ونوعاً وروحاً، فها هي الفروسية ستظل تشكل محوراً مهماً من محاور اهتمام الحرس، سواءً كان الحرس في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي طوَّر هذه المؤسسة العسكرية وإعطائها جلَّ اهتمامه ورعايته ومن بعده أكمل المسيرة الأمير متعب وزير الحرس الوطني ورئيس مجلس إدارة نادي الفروسية السابق ثمَّ أعقبهما الأمير خالد بن عياف الذي التزم بالسير بتطوير الحرس والفروسية وفقاً للرؤية الوطنية الحديثة وأخيراً تولى قيادة هذا الصرح الشامخ الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، الذي عمل على دمج الحاضر بالماضي وضخ دماءً شابَّة وفق الرؤية الوطنية 2030.
فهنيئاً للفارس والمالك والمدرب الذي حظي بشرف نيل هذا الكأس المهم لأن النهج واحد والرسالة واحدة، والغاية واحدة وهي الذود والحفاظ على المملكة وأمنها واستقرارها.