ما أقدمت عليه المملكة العربية السعودية بدعم جمهورية السودان بعد التوجيهات المباركة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتوّجت بزيارة وفد سعودي يضم وزراء ومسؤولين كباراً إلى الخرطوم ولقاء فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أفرح السعوديين قبل السودانيين، لأسباب كثيرة، لعل في مقدمتها العلاقة المتميزة التي تربط بين هاتين الدولتين الشقيقتين بكل ما للكلمة من معنى، فالإخوة السودانيون لهم مكانه خاصة في نفوسنا جميعاً، وكانت العلاقة معهم تزداد صلابة وقوةً من عام إلى آخر وفي كل مناسبة، إذ لا تنسى مدارسنا وجامعاتنا وقطاعات أخرى الأدوار التي قاموا بها ولا يزالون يقومون بها، فضلاً عن المشاعر التي يكنها كل سوداني وسودانية للمملكة، وهو أمر يعرفه كل سعودي وسعودية من المدن والقرى وحتى صحاري المملكة الشاسعة. لا يمكن لنا جميعاً إلا محبة السودان بداية من حكومتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو لي عهده الأمين، ومروراً بالشعب السعودي.
ما تتعرّض له الحبيبة السودان أمر مؤسف للجميع، ومن المهم الحفاظ على هذه الدولة العزيزة وشعبها النبيل الكريم ذي الخلق العالي، الذي عرفناه معنا قلباً وقالباً في السراء والضراء.
حينما تتحدث عن السودان والسودانيين أمام أبناء وبنات المملكة تجد تقديراً منقطع النظير لهذا البلد، وذلك لم يكن من فراغ، بل أتت حصاداً لما زرعه أهل السودان الغالية في نفوس أهلهم في السعودية، ولهذا ومن أجل ذلك نتمنى من الله العلي القدير أن يحفظ السودان ويؤلّف بين قلوبهم ويبعد عنهم الأذى والشر ويعينهم لتجاوز هذه الأزمة حرصاً على وطنهم القريب من كل عربي مخلص وشريف.
ليحفظ الله السودان والسودانيين، وجزى الله إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على وقفته المشرِّفة.
** **
@mohammed_dhahri