فهد بن جليد
الخطوة اللاحقة للثورة المعلوماتية هي قدرة الإنسان على التحكم في عقله الباطن أثناء النوم، العلماء يعكفون على أبحاث علمية للوصول إلى برمجيات مبسطة يستطيع الإنسان بواسطتها الاستفادة من العقل أثناء النوم بتوجيهه لغرض معين، الأبحاث المعلنة حتى اليوم تتحدث عن قدرة الإنسان على تعلم اللغات أو حفظ الأشعار وهو نائم عن طريق سماعها، وتخزينها في العقل الباطن أو (اللاواعي)، واسترجاعها عند اليقظة، وهي لا تتجاوز ذلك، أمَّا الأبحاث الجديدة فهي مثيرة للذهاب إلى ما هو أبعد لتنظيم المعلومات والتحكم فيها ومراجعتها وتبادلها مع الآخرين، ما سبق لا يتعارض بالضرورة مع حقيقة أنَّ الإنسان لا يعلم ما يجري أثناء نومه، فهو غير مسؤول عن تصرفاته وغير محاسب عليها، ولكنَّها ثورة المعلومات والبيانات وتبادلها أثناء النوم تماماً كما هو حال اليقظة على السواء.
آخر خمس دقائق قبل النوم هي من تتحكم في برمجة نومك وحالتك المزاجية، فعند التفكير في الأمور الإيجابية والمريحة سيكون نومك هادئاً وسيؤثر ذلك على مزاجك حتى في اليوم التالي عند الاستيقاظ، أمَّا حال غالبك النعاس وأنت تفكر في الأمور السلبية والصعوبات فإنَّك ستشعر بالقلق والكوابيس وربما كان مزاجك في اليوم التالي معكَّراً وقلقلاً، قم بمثل هذه التجربة والممارسة لتتأكد بنفسك أنَّه يمكنك برمجة نومك والتحكم فيه بناء على لحظاتك الأخيرة، الاستماع أثناء النوم كما ذكرنا سابقاً هو الآخر من البرمجيات المعتمدة اليوم في بعض المدارس العلمية لحفظ لقرآن أو تعلم اللغات والفنون، فعند الاستماع إلى مادة معينة أثناء النوم لمدة 21 يوماً متتالية فإنَّك ستتمكن من حفظها وتعلمها بسهولة أثناء اليقظة أكثر وأسرع من غيرك بفعل تخزينها في اللاوعي واسترجاعها.
النوم ليس عملية تعويضية مريحة لجسم الإنسان كما هو شائع، الأبحاث تؤكد أن جميع أعضاء الجسم تؤدي مهامها باستمرار طوال الثمان ساعات التي ينامها الإنسان كما لوكان مستيقظاً تماماً، بل بشكل أفضل خصوصاً القلب والكلى والرئة، ما يعني أنَّ هناك أسرارًا جديدة في خلق الله وعظمته لم يتوصل لها الإنسان بعد، التحكم العلمي الذي يطال برمجة الإنسان أثناء النوم للقيام بمهام محدَّدة، يعني أنَّنا مقبولون على مرحلة قد لا ينام فيها الإنسان مستقبلاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.