د.عبدالعزيز العمر
من خلال متابعتي الطويلة لواقعنا التعليمي لاحظت أن من أبرز ما يطالب به معلمونا وزارتهم هو أن تعمل على رفع مكانتهم، بل وعليها أن تفرض هيبتهم واحترامهم على كل من يحاول التطاول عليهم مهنيًّا أو شخصيًّا. هنا يجب القول إن وزارة التعليم ليست هي خط الدفاع الأول عن هيبة واحترام المعلم، وزارة التعليم مسؤولة بالدرجة الأولى عن تعزيز قيمة ومكانة مهنة التعليم، وليس عن مكانة وقيمة ممارسيها. ومتى ما عملت وزارة التعليم على رفع مكانة مهنة التعليم فسوف ينعكس ذلك جزئيًّا على مكانة واحترام المعلم. أما كيف تعمل وزارة التعليم على رفع مكانة واحترام مهنة التعليم فيمكن الإشارة إليه في النقاط التالية: أولا، رفع معايير الدخول إلى مهنة التعليم، والنأي بها عن أن تكون ملاذا لكل من لم يجد فرصة عمل، ثانيا: توفير ظروف وبيئة عمل إيجابية جاذبة تدعم عمل المعلم وترفع من إنتاجيته، ثالثا، أن يكون دخل المعلم ضمن الربع الأعلى من موظفي الخدمة المدنية. رابعًا، يجب أن تمارس وزارة التعليم دورًا أقوى في إعداد المعلمين قبل الخدمة، وعليها ألا تسلم (الخيط والمخيط) لأكاديمي الجامعات، وأخيراً يجب على وزارة التعليم أن تعزز مبدأ المحاسبية والمساءلة عن الأداء التعليمي لجميع منسوبيها. وعندما ترتفع مكانة مهنة التعليم فسوف ينعكس ذلك (غالبا) إيجابًا على احترام المعلمين، إلا أن بعض المعلمين يصرون على الإساءة إلى مهنة التعليم، مما يقلل من احترام الناس لمكانتهم، يحدث ذلك عندما يكون المعلم مهلهلا في رصيده من المعرفة، وعندما يكون هزيلا في قدرته التواصلية مع طلابه، وعندما لا يحترم إدارة مدرسته وطلابه ولا يبدي اهتمامًا بهم، وعندما تكون علاقاته متوترة مع زملائه وطلابه، وعندما لا يكون مستعدًا ليقدم لطلابه ما يفيدهم معرفيًّا وخلقيًّا، حينها لا تحدثني عن هيبة المعلم.