إبراهيم الدهيش
- من أقل الوفاء ألا نجرد قصي الفواز من شجاعته وجرأته في اتخاذ قرار الاستقالة بعد أقل من (5) أشهر من تكليفه وكان بإمكانه أن يمضي على الأقل بقية دورة ما قبله بغض النظر عن الانتقادات وردود الأفعال السلبية سواء تجاهه أو تجاه الاتحاد بمسؤولية عامة! لكنه شعر بأنه لم (يكن) ولن (يكون) قادرا على القيام بأعباء رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم لكونه يعرف أكثر من غيره بأنه لا مشروع واضحا لديه يمكن أن يقدمه أويعمل عليه لكرة الوطن وأن مهمته أشبه ما تكون (بتأدية واجب) من باب أن الظروف وحدها فرضت (تعيينه) أو (تزكيته) - لا فرق -!!
- وعلى هذا الأساس فلن نختلف على أنها تجربة لم تكن ناجحة بكل المقاييس بل لا أبالغ إذا قلت إنها تجربة لا تختلف عن سابقاتها ناهيك أنها استهلكت وقتاً كانت كرتنا بأمس الحاجة اليه!لكني في المقابل أستطيع أن أقول إنها تجربة ثرية جديرة بالوقوف أمامها ومراجعة كافة تفاصيلها من خلال قراءة فصولها وتلمس أخطائها وتصحيحها وعدم تكرارها مستقبلا خاصة فيما يتعلق بأهمية اعادة النظر في آلية وعمل الجمعية العمومية باعتبارها المرجعية والسلطة الأولى في إصدار القرارات والمساءلة والمتابعة وعدم تعطيل أدوارها الحيوية وفي دور رابطة المحترفين في ممارسة صلاحياتها دونما وصاية أو إملاءات لكونها الجهة المسؤولة عن تنظيم وإدارة المنافسات وفي الجانب التسويقي والاستثماري وإصدار اللوائح والقواعد وفي تفرغ رئاسة الاتحاد لما هو أكبر من هدف ملغى أو نقل مباراة أو إصابة لاعب أو شغب جمهور!
- ويبقى من الأهمية بمكان أن نعي ونعترف بفشل تجارب (التكليف) أو (التعيين) وبأن الخيار الوحيد لمواكبة تطورية وحضارية الآخر هو في منح الفرصة للكفاءات الإدارية التي تمتلك التجربة والخبرة الرياضية المؤمنة بأن الرياضة غدت صناعة وحرفة ومشروع دولة تتطلع لأن (تعانق السحاب) لخوض انتخابات نزيهة تمثل الوجه الحقيقي لرقينا ووعينا لا مكان فيها للمحسوبيات أو (تربيطات) خلف الكواليس. هذا إذا ما كنا نسعى لعمل احترافي مرتب غاية في الانضباطية يضع المصلحة العامة أولوية!
- يا أحبة مستقبل كرتنا ورياضتنا عموماً بات غامضاً وهذا ما يجب أن ننتبه له بسبب الفوضى الإدارية والعشوائية التي ضربت بأطنابها وغياب التخطيط والعمل الاحترافي والاستقرار، وهذا لا يليق أبداً بتاريخ وجغرافية كرتنا السعودية التي تحتضن واحداً من أقوى الدوريات وفي ملاعبها أفضل وأبرز النجوم والمواهب وتحظى منافساتها بأكبر متابعة جماهيرية وإعلامية! وإذا ما بقينا هكذا فانتظروا مزيداً من التجارب الفاشلة!!
تلميحات
- اللهم قيض لإعلامنا (المرئي) من يريحنا من صخب المتعصبين ومن (فهلوة) المتفلسفين من فئة (أبو العريف) - على رأي إخواننا المصريين- ومن (تهريج) من لا يحترم عقلية المشاهد وذائقة المتلقي من عينة (عكوز بكوز)!
- كما هي نهاية الغشيان والدوخي وخالد عزيز وآخرين جاءت نهاية أحمد الفريدي أحد مواهب كرتنا السعودية مما يؤكد صحة المثل الشعبي (من طلع من داره قل مقداره)!
- خلال فترة قصيرة قريبة من العام تولى مهام كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم (4) شخصيات. عادل عزت. نواف التمياط. قصي الفواز. وحالياً لؤي السبيعي مما يعني أن بيننا وبين الاستقرار خصام مزمن وبأنه (فيروس) طالت أوجاعه الجميع رؤساء ومدربين وأعضاء!!
- وفي النهاية أقول: لن نصل بكرتنا السعودية إلى حيث ما نطمح دونما تفرغ تام لكامل منظومتها. من هنا يتسلل السؤال: إلى متى ورياضتنا تدار بنظام (نصف دوام) وبـ(فزعة) متطوع؟!!. وسلامتكم.