د.عبد العزيز الصقعبي
كم تمنيت من التلفزيون السعودي أن يعيد الحوار المطول الذي أجراه المترجم د. حسانين فهمي مع مويان بمسقط رأسه بمدينة قاومي برعاية القناة الثقافية السعودية، والذي عرضته القناة في حينه حسب ما أخبرني به الأستاذ محمد الماضي، ولكن للأسف ليس من أجندة هيئة الإذاعة والتلفزيون، الأدب والثقافة، وأكبر دليل إلغاء القناة الثقافية باحتفالية خاصة عرضت في مواقع التواصل الاجتماعية، وإحلال قناة باهتة تشبه بعض قنوات الدراما العربية.
أقول كم تمنيت أن يواكب زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكل من باكستان والهند والصين، عرض برامج وثائقية عن تلك الدول وتقديم معلومات الجانب الحضاري لها، ليعي المواطن أهمية الزيارة، وجانبها الثقافي إلى الجانب السياسي والاقتصادي، ولاسيما أنه خلال الزيارة للصين تم إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين بهدف تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، وبكل تأكيد هنالك اتفاقيات في الجانب الثقافي والعلمي عقدت في تلك الزيارات، بل في جميع الزيات السابقة، مع غياب تام للإعلام التقليدي، الذي أصبح مجرد وكالة أنباء لمتابعة وقائع الزيارة.
وبكل تأكيد تابعنا خبر زيارة وتكريم سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الرائد المسرحي المقيم بالهند إبراهيم حمد القاضي، حيث أعلن سمو وزير الثقافة عن تأسيس « كرسي إبراهيم القاضي» احتفاءً وتقديراً لإسهاماته الفنية والإبداعية، حيث يعد من أهم رواد المسرح في الهند، وتبوأ مكانة عالية في المشهد الفني الهندي، وهنا أتساءل، هل بادرت هيئة الإذاعة والتلفزيون بتقديم تقرير عن ذلك الرائد، وهل سعت لعرض بعض أعماله المسرحية التي من المحتمل أن تكون لدى وزارة الثقافة الهندية.
وهنا سأتكلم عن موضوع أراه مهماً، وهو يرتبط بالتلفزيون والمسرح، وهو الجانب الثقافي، والجانب الترفيهي، هنالك نظرة قاصرة حول الثقافة، بأنها نخبوية، لذا كان البعض يعتقد أن القناة الثقافية، نخبوية، وعدد المتابعين لا يتجاوز عدد الأدباء في المملكة، لذا كان الاتجاه نحو الترفيه وإحلال قناة (sbc) محلها، والاتجاه للدراما للترفيه على الناس، لكسب عدد كبير من المشاهدين، يفوق عدد متابعي القناة الثقافية، ولكن هذا الرأي كان خاطئاً، لأنه قد يكون بعض الإبداع نخبوياً ولكن الثقافة بصورة عامة ويدخل ضمنها الفن يتابعها الجميع، ومن الترفيه ما يكون ضمن الإسفاف، وهنا ما أتمنى أن تعيه هيئة الترفيه في اتفاقياتها مع عدد من الفنانين لتقديم عروض مسرحية، هنالك أعمال مسرحية راقية وممتعة، وهنالك أعمال تجارية لكسب الضحك المجاني باستخدام أسماء النجوم، وأتمنى أن لا تدعم هيئة الترفيه مسرحيات التهريج، وكذلك بالنسبة للتلفزيون يجب أن يكون هنالك ضوابط لاختيار الأعمال الدرامية، يجب الارتقاء بذائقة الناس، لنواكب برنامج جودة الحياة، وتحقق الثقافة والترفيه وبكل تأكيد الإعلام رؤية 2030م، نحن نبحث عن الأفضل، ونصل للعالم بثقافتنا، ومن جانب آخر نريد أن نعرف الجانب المشرق من ثقافة شعوب العالم المختلفة، لذا تمنيت لو عرض التلفزيون السعودي لقاء مويان الذي ربما هو في المستودعات، ونتابع لقطات مترجمة لبعض أعمال الرائد القاضي. هل يتحقق ذلك مستقبلاً؟.