محمد جبر الحربي
1.
حَيِّ المدينةَ دَارَ النُّورِ والكرَمِ ودَارَ حَرْبٍ، ومنْ في حبِّهمْ نغَمِي
2.
أجملُ ما في الفجرِ الصمتُ
وأجملُ ما في السَّمعِ أذانْ.
قالَ الصامتُ يتأمّلُ:
منْ أجمل منْها..؟!
كُنْها
تخرجُ لا تخشى الدنيا
قالَ الجاهلُ:
من تعني..؟!
قال العارفُ:
تلك هي المرأةُ
تعملُ من فجرِ اللهِ
إلى مغربِ شمسٍ يشبهُها
ولها مثلُ الجالسِ يرقبُها
حبّاً أم حسداً:
روحٌ وجِنانْ.
3.
تمشي كما تمشي النساءْ.
لكنّها عِطْرٌ وماءْ.
الياسمينُ بياضُها ورياضُها
والشمسُ مجلسُها..
فمجلِسُها الضِّياءْ.
4.
تمشي كالناسِ ولكن تتهادى
كالقهوةِ سكّرها يسبقها
حتى لو كانتْ سادَةْ.
هذا خطرُ الأغصانِ الريّانةِ
في أرضٍ مقفرةٍ.. يا سادةْ.
5.
النسوةُ في وطني أجمل ما في الكونْ.
يحضِرْنَ الشاي كشلالِ الصبحِ مع النعناعِ يدورْ
ما أجمل بسمتهنّ وقد قدَّمْنَ القهوةْ
بأيادٍ مانحةٍ من نورْ.
النسوةُ يومَ الجمعةِ أشجارٌ عليا وطيورْ.
ها هنّ يعطّرْنَ البيت
وبيتَ الشعرِ
ويمنحْنَ العينَ اللونْ.
6.
أنا الحربي للدنيا سلامي
وروحي مثل ترجيع الحَمام
وما ذكري لأهلي غير درٍّ
سلامٌ في سلامٍ في سلامِ
7
إذا ضاعَ وجهُكَ
لا تغتصبْ وجهَ جاركْ.
وإنْ ضاعت الأرضُ حولكَ
فابحثْ عن الأرضِ في داخلِكْ.
وإنْ كنت لا تعشق الأرضَ
فاعشقْ أخاك الذي يزرعُ الأرضَ لكْ.
8.
إنْ كَانَ لا سِتْرَ بالأخْلاقِ تَلْبَسُـهُ لَنْ يَسْتُرَ النَّاسَ بَيْـنَ النَّاسِ جِلْبَابُ