عيناكِ والنخلُ والواحاتُ والقصبُ
ورجعُ أغنية في الريح تنتحبُ
أنت التي عشتِ يوماً لا رجاء له
وإنني عشتُ مجروحاً بمن ذهبوا
عيناكِ... في كل يمٍّ منكِ أغنية
وموجةٌ وغروبٌ ضوؤه صعبُ
عيناكِ والقمر البعيد والمنأى
ورفرفاتُ الغيومِ والقطا يثبُ
شوقٌ إليك يشدُّ الآن أجنحتي
إلى الرحيلِ وريشي كله زغبُ
شوقٌ إلى الطيرانِ فوق ساقيةٍ
سكرى تضيءُ بها الأجراسُ والذهبُ
كالبحرِ صوتُكِ هدهداتُ موجةٍ
وقد تهادت على أهاتكِ السحبُ
يا ويحَ غربتنا لولا مرارتها
قضيتُ عمري كالأمطار أنتحبُ
وأعرفُ الحزنَ مشدوداً إلى لغتي
حبرُ الدموعِ على كفيَّ ينسكبُ
يا وحشةَ الليلِ والأضواءُ شاحبةٌ
وأنتِ كالقمر البعيد سنا عذبُ
يا دمعةَ الكأسِ يا ماءً يرقرقُهُ
مثل العطاشِ على شفاهنا الحبُّ
أكادُ أغسلُ صوتي في نداوتهِ
وأقطرُ الماءَ من قلبي وانسكبُ
تحومُ حولكِ أسرابُ الحمام حزي
نةً فمن يا حمامُ حزنه صعب
تبكي الرياحُ ولا تغفو مواجعها
وفي النخيل صدى أشجانها تَعِبُ
أنا كتبتُ دموعي فوق منديلي
فمن سيعزف حزني أيها القصبُ؟
** **
- د. طامي دغيليب