ميسون أبو بكر
لم أكن لأتغيب عن حضور منتدى مسك للإعلام لولا الوعكة الصحية التي ألمت بوالدتي واضطررت للسفر على أثرها لأبوظبي.
لكنني وعن بعد وعبر وسائل التواصل المختلفة مثل سناب مسك والبث المباشر في تويتر ومقاطع اليوتيوب إضافة للقنوات التلفزيونية التي نقلت الحدث والتواصل مع الأصدقاء الحاضرين والمشاركين الذين أتوا من أنحاء الدنيا (حسب إحصاءات مسك شارك في منتدى مسك للإعلام أكثر من 7 آلاف مختص) اطلعت على محتوى الندوات وورش العمل حتى الأحاديث الجانبية على هامش المنتدى.
طربت لحديث الصديقة أنطوانيت جعجع مديرة المكتب الإعلامي للسياسي سمير جعجع التي تحدثت بدهشة وإعجاب عن الشباب السعودي الذي أدار ونظَّم المنتدى وتفاعل مع المشاركين والزوار بحرفية عالية، وقالت لي عبر اتصالي الهاتفي للترحيب بها بالرياض واعتذاري عن التواجد؛ بأن المراهنة على عنصر الشباب مخاطرة لا يقدم عليها إلا المتمكن من عمله وهذا ما حدث في مسك، وعلى الرغم من عدم تآلف صديقتي مع العالم الافتراضي ووسائل الإعلام الجديد إلا أن منتدى مسك بتنوّعه وتنظيمه أجبرها على متابعة ندواته وأنشطته لآخر لحظة فيه حسب تعبيرها.
ناقش المنتدى أهمية المحتوى فيما يُقدّم عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومن أجمل العبارات التي يمكنها أن تختصر الموضوع كانت لمعالي علي الرميحي وزير شؤون الإعلام البحريني «من يملك الانتشار سينتهي يوماً ما، ومن يملك التأثير هو الذي سيستمر»
تستثمر مسك من خلال نشاطاتها في الإنسان تاركة الأبواب مفتوحة على مصاريعها للابتكار واقتناص الفرص والاستفادة من تجارب العمالقة الذين تضعهم وجهاً لوجه مع فئة الشباب الحاضرة بقوة والتي ارتكز مسك في مؤتمراته عليهم لإيمانه بأنهم جيل المستقبل، فوفر لهم أجواء من العصف الذهني وورش العمل التي تمكنهم من التفاعل والحوار المباشر مع المتحدث، وكما قالت ترسي هاملتون: مستقبل الوظائف البشرية سيعتمد على الابتكار والخيال والإبداع «وباعتقادي أن هذا النهج في ملتقيات مسك خلق تلك الفرص والأجواء المحفزة.
حسب الإحصاءات فالسعوديون الأكثر نشاطاً في وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر ثم سناب؛ أكدته المستشارة في الإعلام الرقمي جيسي المر؛ والتي اعتبرت أن سوق الاتصال الاجتماعي السعودي هو الأكثر نمواً والأكثر استهلاكاً، وانتقدت التعليقات المسيئة على أصحاب المحتوى الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي» وهذا يضع مسؤولية أكبر على جيل المستقبل الذي عليه الاهتمام بالمحتوى والتصدي كذلك للحملات الإعلامية المسيسة والمشوّهة ضد وطنه، حيث ذكر عضوان الأحمري رئيس اندبندنت عربية أمثلة عن التزييف الإعلامي، والكثير منه للأسف يغزو عالمنا اليوم يساعده تنوّع وسائل التواصل وسهولة وسائل الفوتوشوب والنشر.
قال تشاتري سيتيودتونج في إحدى الندوات: نعيش في أفضل عصر في التاريخ لبناء وسم عال، ولكنه أيضاً الزمن الصعب لنحافظ على مكانتنا لسرعة تطور الأساليب»، المحتوى هو ما يرتكز عليه الإعلام الحقيقي بغض النظر عن ضجيج ما يصلنا اليوم عبر وسائل الإعلام الكثيرة والمتنوّعة، فلنسهم في رسم نهج إعلامي يكون خارطة درب لعالم ومستقبل أفضل.