زكية إبراهيم الحجي
أسهمت التحولات والتغييرات المتتالية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030 إلى إزالة كثير من الصور النمطية الراسخة في ذهنية المجتمعات العالمية منذ عقود حول واقع المرأة السعودية.. ولعلنا نلاحظ اليوم مدى تعطش منابر الإعلام العالمية على اختلاف وسائلها لمتابعة الأخبار المتجددة للمرأة السعودية وكيف كُسرِت حواجز التهميش المحاطة بها وأُزيلت الكثير من المعوقات التي كانت تواجهها رغم وعيها وسعيها الدؤوب لإثبات ذاتها.
اليوم وفي ضوء تلك التغييرات المهمة والرائدة التي يشهدها وطني حظيت المرأة بكثير من الاهتمام والعناية وأصبحت وسائل الإعلام تسلط الضوء على نشاطاتها وبرامجها وأدوارها في المجتمع.. وتسعى إلى تقديم صورة إيجابية جلية عنها كشريك فاعل ومؤثر في جميع مجالات التنمية إلى جانب الرجل.
كان حلماً واليوم فُتِح الباب على مصراعيه لذلك الحلم الجميل ليكون واقعاً مشهوداً نفخر ونعتز به ونباهي العالم بالصورة المشرقة للمرأة السعودية التي أثبتت جدارتها وفعاليتها عندما فتح المجال لها لتولي مهام ومسؤوليات مختلفة ومتدرجة إلى أعلى المستويات القيادية داخل المنظومة الإدارية الحكومية ووسط منظومة القطاع الخاص وبما يتفق مع التوجه الجديد والرائد الذي تبنته المملكة العربية السعودية بشأن مشاركة فعالة وحيوية للمرأة السعودية للقضاء على أي مفهوم سلبي يؤدي إلى خلق صورة نمطية عنها.
وإيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية دور المرأة في نهضة الدولة ومسيرتها التنموية فقد تبوأت المرأة السعودية أعلى المراتب في مختلف المجالات فشغلت مناصب قيادية مختلفة من نائبة وزير وعضو تحت قبة مجلس الشورى.. إلى رئاسة مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية «تداول» والتي تعد كأكبر بورصة في الشرق الأوسط.. إلى متحدثة عبر المنابر الإعلامية الدولية وغيرها من المناصب القيادية المتعددة والتي نفخر نحن نساء الوطن بأن تكون تحت قيادة نخبة متميزة من نساء الوطن.
وتتوالى الأوامر الملكية الكريمة التي تقضي بتفعيل دور المرأة في المسيرة التنموية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.. ليصدر قبل أيام أمر ملكي كريم يقضي بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية وبمرتبة وزير.. وبقدر ما كان هذا الأمر مفاجئاً للمجتمع السعودي وللعالم أجمع بقدر ما أسعد المجتمع السعودي رجالاً ونساء.
الأميرة ريما بنت بندر واحدة من ألمع الأسماء النسائية في السعودية.. ترعرعت في واشنطن وشغلت مناصب متعددة في السعودية كما صنفتها مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن قائمة أقوى امرأة عربية عام 2014 وسبق أن نالت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي عام 2017.. نبارك للأميرة ريما بنت بندر هذا المنصب سفيرة للمملكة العربية السعودية في عاصمة أقوى دولة عالمية ونتمنى لها كل التوفيق فهي خير من يمثل الوطن بدعم من القيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية.