خالد الربيعان
حسنًا.. اجتمع أدولف هتلر مع فرديناند بورشة مؤسس سيارات بورشة الألمانية - كما تعلم - بهدف عمل سيارة تكون معجزة عصرها. بالفعل أسفر هذا عن سيارة بيتل أو الخنفساء.. فولكس فاجن أو: سيارة الشعب!.. رخيصة.. قوية.. سريعة.. خدمت في الجيش النازي وقت الحرب العالمية الثانية.. لو ألقيتها في الماء ستجدها طافية كالخنفساء لمدة ربع الساعة قبل أن تغرق!
إحدى كبرى حملاتها التسويقية بعنوان «think small « أو فكر ببساطة.. اقتباس من حملة IBM في أوائل القرن الماضي بعنوان think.. حملة تسويق سيارة بيتل هذه في الستينيات أسفرت هي ومثيلاتها عن أن تحصل هذه الخنفساء على لقب «سيارة القرن» بمبيعات جعلتها في المركز الثالث ضمن أكثر السيارات مبيعًا على الإطلاق.. وأول سيارة تحقق مبيعات 20 مليونًا في التاريخ.. 20 مليون خنفساء!
ستيف جوبز مؤسس حواسيب آبل اقتبس من هذه الحملة الناجحة شعارها ليطلق شعاره فيما بعد «think different» أو فكر باختلاف!.. و.. وأنا وضعت هذه الفقرة لتوضيح أهمية «التسويق»! وقمت بالتسويق لمقالي بها.. لاحظ العنوان! ولنعترف بأنه لو كان عنوانًا عاديًّا مملاً مثل: التسويق الرياضي وأهميته.. لما كنت تشرفت بلقائك هذا الأسبوع!
المهم.. حسب منصة التوظيف الأولى عالميًّا «لينكد إن» فإن عدد العاملين بالتسويق في نادي برشلونة الإسباني مثلاً 117 موظفًا وكادرًا تسويقيًّا، وفي مانشستر يونايتد الأمر مثير للعجب: 914 موظفًا بدوام كامل مقسمين على إدارات، منها التنظيم والإدارة 445، والإعلام 90، والتسويق والاستثمار الرياضي 120 كادرًا أجنبيًّا من النوع العالمي الذي يليق بمكانة النادي! لذلك لا نتعجب من تسيد اليونايتد أندية العالم بمداخيل 307 ملايين دولار سنويًّا من 68 صفقة رعاية وشراكة تجارية!
ولو قمت بالبحث عن إدارات التسويق والاستثمار الرياضي في الأندية العربية عامة، والسعودية خاصة، عن وجودها من الأساس! حسنًا أنت تعرف الإجابة.. بينما إن صادفت وجود واحدة أو اثنتين.. لنقل 20 من إجمالي أكثر من 150 ناديًا سعوديًّا، فكم سيكون عدد الموظفون فيها؟ ثم مِن هؤلاء الموظفين كم كادرًا «متميزًا» و«كفؤًا» يصنع الفارق فيهم؟
وإذا سألت عن التسويق الرياضي رغم وجود الإمكانية لن تجده.. بأمثلة: فنجوم مثل عموري وجوميز في الهلال وأحمد موسى وجوليانو في النصر وغيرهم.. لم يُستغلوا تسويقيًّا ولو ببيع عدد معين من القمصان للنادي ولراعيه! ثلاثية الأهلي التاريخية (دوري -كأس -سوبر 2016) لم تُستغل تسويقيًّا كما يجب. حسابات مليونية في مجال التواصل الاجتماعي كتويتر الهلال لم تُستغل حتى الآن بالرغم من وجوده في قائمة أكبر 10 حسابات للأندية عالميًّا!
ثم تسأل كم سيوفر وجود إدارة تسويق واستثمار بكل نادٍ من وظائف.. في زمن وصلت فيه معدلات البطالة لمعدل قياسي، إذا علمنا أيضًا أنه في جانب آخر من الكرة الأرضية هناك 417 ألف مواطن تم توظيفهم في المجال الرياضي في المملكة المتحدة، أكثرهم في كرة القدم، وتحديدًا الدوري الإنجليزي الممتاز.
لاعب أجنبي
الأندية السعودية من جانبها يمكنها الاستغناء عن قيمة عقد ورواتب لاعب أجنبي واحد كل موسم. لتقسيم هذا الرقم على رواتب موظفي وكوادر تسويق واستثمار رياضي متميزين فهذا أهم.. خاصة إذا علمت أن الأندية العربية بشكل عام تتعاقد مع نجوم سوبر بغرض التعاقد والفخر والخيلاء، بينما الهدف الصحيح من الإنفاق هو: تحقيق الفوز.. داخل الملعب فنيًّا، وخارجه ماليًّا.