علي الصحن
لماذا لا يكون لدينا برنامج رياضي تلفزيوني متفق عليه، يخدم الرياضة السعودية بالشكل المطلوب، ويكون همه تقديم منتج حقيقي شريك في عملية بناء الرياضة وتثقيف الناس، ونشر الوعي الرياضي، ومناقشة المواضيع المدرجة في ملفاته بعمق، ومن خلال متخصصين لهم قيمتهم وحضورهم وقبولهم لدى جميع الأطياف؟
لماذا عجزت معظم البرامج الرياضية المشاهدة عن تجاوز المربع الأول، وبقيت تراوح مكانها فيه غير قادرة على التقدم خطوة حقيقية للأمام؟
في كل مرة نسمع الوعود بحضور مختلف، ومع ذلك - ورغم ما حظيت به بعض البرامج من دعم واهتمام من أعلى المستويات - فقد بقيت كما هي، لا جديد فيها، والناس لا تريد فقط أن تتغير الديكورات وطرق الإضاءة والمؤثرات المصاحبة، بل تريد أن يتغير الفكر وطريقة الطرح والهم والهدف، وهنا مربط الفرس الذي عجزت عنه معظم البرامج الرياضية المتخصصة.
هنا أعتقد أن مشكلة معظم البرامج الرياضية تكمن في الإشراف وميول القائمين عليها، وهذه المشكلة يجب أن يكون لها حل جذري على أعلى المستويات، عندما تشاهد بعض البرامج وتقرأ أسماء فرق العمل، تكتشف أنها نفس الأسماء، لم يتغير شيء ولم يتم تقديم أي إضافة، لذا فإن الأمر يقتضي التغيير ومناقشة ما حققه هؤلاء طوال السنوات السابقة، لماذا بقيت بعض البرامج الرياضية وغيرها ثابتة راسخة تسجل حضوراً مميزاً ولافتاً طوال سنوات في قنوات متخصصة وغير متخصصة، فيما عجزت برامج أخرى عن تسجيل الحضور وبقيت أسيرة التغيير ومحاولات التطوير والبحث عن النجاح ومع ذلك ظل الأمر عصياً عليها، وبقيت محل النقد والتساؤلات وعدم الرضا؟
تنتهي مباراة كبرى حظيت بمتابعة واسعة وشهدت أحداثا فنية ذات قيمة عالية تمنح أي برنامج يبحث عن النجاح عدة عناوين تستحق الطرح، ومع ذلك يذهب النقاش إلى زوايا أخرى، ويظل الحديث عن القشور، ويظهر إعلامي (مجازاً) ليطالب فقط بإيقاف لاعب لأنه استغرب تصرفات الجمهور، ومنع لاعب من آخر من الاحتفال بأهدافه بالطريقة التي تعجبه..!! فيتحول النقاش إلى حديث استراحات ومجموعة متعصبين ينفر من نقاشها المشجع الحصيف الباحث عن النافع المفيد!!
في أحد البرامج يستضاف مشجع بطريقة غريبة ليتحدث عن موقف معين، فيرمي اتهاماته ببراءة تجاه أطراف معينة، ويمررها المعدون بطريقة غريبة، رغم عدم صحتها ولا قانونية نشرها أصلاً لوكانت صحيحة، ولكونها قد تكلفهم الكثير فيما بعد - وهذا ما أتوقعه - ولا أحد يغيب عنه الهدف من ذلك؟
في بعض البرامج يتحدث الضيوف عن كل شيء وفي كل شيء.. عن قانون التحكيم وعن القانون الرياضي وعن إصابات الملاعب وعن تكتيكات المدربين وتغييراتهم وعن الحكام العالمين وقراراتهم وعن التقنيات المتطورة وعن انتخابات الفيفا... عن كل شيء كل شيء ، فيما نشاهد في برامج أخرى محترمة أن كل ضيف يدلي بالرأي الذي تخصص في موضوعه، وإن اجتهد وأبدى رأياً في أمر آخر - وهذا من حقه - فإنه لا يشطح بعيداً بل يقول رأيه باقتضاب ويؤكد أنه مجرد رأي شخصي فقط.
في برامج عدة يغيب المضمون المفيد، والرأي السديد ويعلو الصراخ، ويمارس الضيوف تعصبهم بشكل مقزز، ويكشفون عن ضعف مهني واضح، والمشاهد لن يخسر شيئاً في النهاية، فالخيارات متعددة، والفاشلون هم من سيدفع الثمن.. واسألوا إلى أين وصلوا وهل يُسمع لهم صوت بعد أن تركهم المشجع الواعي وانحاز إلى خيارات أخرى أفضل؟