كاتب فهد الشمري
تعجز الأقلام ويحار المداد عن الكيفية التي يمكن أن يعبّر بها عن هذه البطولة التي تتصل باسمها لأرفع مقام في المملكة، وتحمل اسماً طالما أحبته القلوب وعشقته النفوس، ولكن الصورة بجمالها تظهر حينما ترى عزيزي القارئ مسمى بطولة خادم الحرمين الشريفين أو كأس الملك للفروسية فسم ما شئت فالاتجاه واحد والطريق كله يؤدي إلى حضرة الديوان الملكي والتتويج باللقب يأتي من راعي فارس الفرسان وراعي الفروسية الأول الرئيس الفخري لنادي الفروسية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله.
المناسبات تأتي وترحل ولكن يبقى الشرف للأبد، ذلك الشرف الذي يناله المالك والمدرب والفارس اللذين يحظيان بهذه البطولة الغالية بطولة كأس الملك، فشرف الفوز وقيمته المعنوية أسمى وأعلى وأغلى من كل الاعتبارات المادية الأخرى، لأن البطولة لا تحمل مسمى عادياً، بل تحمل اسم بطولة كأس الملك، الداعم الأول للفروسية، أبو الفرسان وسليل الملوك، الملك المتوّج قبل أن يكون ملكاً، سلمان الشهامة والشجاعة والفروسية والكرم، سلمان الحزم والعزم.
إن الفروسية ممثلة برئيس مجلس إدارتها وهي تتزيَّن وتتجمَّل لإقامة هذه البطولة ليحق لها أن تفخر وتفاخر الدنيا بأسرها، وهي تشهد فعاليات كأس الملك الذي لم تشغله السياسة والأحداث عن رعاية وإقامة مثل هذه البطولات التي تنمّي لدى أبنائه وإخوانه روح التنافس، وتعينهم على ممارسة هذه الرياضة العربية الأصيلة التي اهتم بها العرب قديماً وحديثاً، فحق للفروسية أن تفرح، وللجنادرية أن تتزيَّن، لمثل هذه البطولة التي سيكون الشرف كله لمن يحظى بنيلها، ويتشرَّف بحمل كأسها، سواءً تشرَّف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه، لأن الغاية واحدة والشرف ذاته لا يتغيَّر ولا يتبدل.
إن من وصايا العرب قبل الإسلام وبعده الاهتمام بالخيل وركوبها، وإن لقب الفارس عبر التاريخ لم يُعرف في دواوين العرب إلا لمن كان يجيد امتطاء الخيل وركوبها، والسير بها، فقد كان العرب لا يقيمون مسابقات إلا للخيل، لما كانت ولا تزال تشكّله من ثقافة مهمة في المجتمعات العربية، وحينما نجد الرعاية من ولاة الأمر لهذه الفعاليات والبطولات لا نجد إلا أن نحمد الله تعالى أولاً، ثم التقدّم بالشكر الجزيل والعميق لولاة الأمر الذين ما زالوا يرون أن هذه الرياضة العربية والتراث العريق هو جزء مهم من مقومات الشعب السعودي ولا بد من المحافظة عليه عبر التاريخ كله.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وهنيئاً للمالك والمدرب والفارس الذي سينال شرف ولقب هذه البطولة، والشكر موصول لنادي الفروسية على إقامة هذه الفعاليات المهمة والغالية.