د. خيرية السقاف
الإيمان بالنشء الجديد، بشبابه بوصفهم طاقة حيوية، ومنجمًا للاستثمار، وللإنتاج في المجتمع البشري ضرورة، فهم في مقدمة القوى البشرية التي تعوِّل عليها نهضة مجتمعهم، وتجديد روافده، وضخه بمزيد من مصادر النقاء، والفاعلية..
فبهم يُشد العضد، وتشحذ فتائل المصابيح عند الأخذ بالأركان المنقضة في مجتمعاتهم لإقامتها، والجدر المتهاوية فيها لإسنادها، والأوتاد المتراخية بينهم لتوطيدها..
وكما يتكئ عليهم المسنون، يتكئ عليهم ماضي من وهنوا، لينهضوا به، كما ينهض بهم ساعد المسن، وقدما من قعد..
إلا أنهم لن يفلحوا في هذه الأدوار دون أن يمكنوا من سدة الطريق، وتُشرع لهم ثغوره، وتُفسح لهم أذرعته، ومداه..
وفي هذا وجدنا مبادرة الرؤية 2030 وقد ركزت على الشباب تركيزًا قويًّا، ومنحتهم فرص الصدارة، والمنافسة، والبروز، والابتكار، والتنافس..
لذا وجدنا منهم كل من هيأته إمكانات أسرته المادية بانخراطه مبدئيا في التعلم داخل مدارس متقدمة في مناهجها، العلمية، وبرامجها اللغوية، وأنشطتها التي تتيح لهم السفر، واكتساب الخبرات، هم من استطاع أن يدخل في ميدان التنافس، وأخذ في البروز ضمن برامج التطوير، وتحقق له تحقيق الدور، وتمكن من المثول في معترك التفاعل القائم.. إلى جانب من خص بقدرات ذاتية فطرية، أو اجتهد ذاتيًّا لصنع نفسه..
لكن في العموم هناك من يتمنى أن يجد الفرصة، وتتاح له السبل..
ونعود لبيت القصيد المدارس، حيث الخبرات تؤهل، والقدرات تبرز، والمواهب تظهر، والروافد تمد، والرمل يزاح عن المخبوء من كل ذلك..
إن هناك العشرات والمئات وأكثر من طاقات، ومواهب، وقدرات، ومهارات لدى الكثير من النشء، ومن ثم المقبلين ليكونوا بما تزدحم به بواطنهم من الرغبات، والآمال، والمواهب ضمن من تمكنوا بها للمثول في ميدان التنافس،..
لكن هؤلاء يحتاجون إلى بيئة خصبة، إلى أيد تأخذ بهم عن برامج تهيئهم للاكتساب، ولتطوير المهارات، ولإبراز مواهبهم، وقدراتهم بشكل عام يشمل كل الدارسين، ولا يركز على الحالات الفردية التي تظهر في كل بيئة مهما تفاوت مستوى أدائها!..
فجميع النشء من جانب آخر يحتاج إلى التفاتة صارمة من وزارة التعليم ضمن انتباه الوزير الواعي النشط د. حمد آل الشيخ نحو جميع المدارس دون استثناء، بفئتيها الأهلية والنظامية لفرض اشتراطات ملزمة لتطوير برامجها، وتحديدًا برامج العلوم، والتقنية، والرياضيات، واللغات لمواكبة دارسيها مستوى يتماثل مع مستويات الفائقة بينها في تعليمها محتوىً، وتنوعًا، ومستوى تدريسياً، وأنشطة تطبيقية تتيح الخبرات، وتمكن المعارف..
فاللغات، والمعلومات أضحت الخاتم السري في يد كل شاب يتمكَّن منها، .. ولا ذنب لمواهب، ومهارات، ومدارك، تضمحل، وتتراجع فيمن لا يتهيأ بخبرات متقدمة مكينة من النشء لأن آباءهم غير قادرين ماديا على تمكينهم من الدراسة في مدارس متقدمة ومتمكنة، ولأن ليست كل المدارس العامة مؤهلة لذلك، أو ترقى لمستوى يمكِّن جميع الدارسين، والموهوبين منهم من القدرة على التنافسية، والتفاعل، والعطاء..
الشباب في طلعته، يتطلع لبرامج كبرنامج «مسك»، وما على غراره لتكون متاحة للجميع، ولفرص تبادل الخبرات في العلوم، والتقنية، والإعلام الرقمي، ومنصاته، كل هذا على المدارس عامة أن تكون بيئات تمكين، وإبراز، ودافعية نحو المعترك، كي لا تفتك بهم منعطفات دروب الشاشات الصغيرة التي ترافقهم حتى ورؤوسهم على وسائد نومهم!!..