أكدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنها تسعى بشكل مستمر لتطوير مناهج المعاهد العلمية لتتواءم مع المتغيرات، ومواكبة الرؤى والخطط بالمملكة، بما يحقق المحافظة على الأسس والثوابت. وسردت الجامعة في رد على مقال الدكتور محمد الخازم، المسار التاريخي للمعاهد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، والتطورات التي حدثت عليها، والخطط المستقبلية في هذا المجال. هنا الرد كاملا:
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إشارة إلى ما كتبه الدكتور محمد بن عبدالله الخازم بصحيفة الجزيرة العدد رقم 16943 وتاريخ 12-6-1440هـ بعنوان: (المعاهد العلمية.. حان وقت الانتقال).. ومع شكرنا للدكتور محمد الخازم، وإدراكنا أن ما كتبه نابع من اجتهاده، وحرصه، فإننا نود توضيح ما يلي:
أولاً: أمر الملك المؤسس- طيب الله ثراه-، بتأسيس المعاهد العلمية عام 1370هـ، وأسند مهمة الإشراف عليها إلى سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -، وأذن بانطلاقتها على يد الملك سعود- رحمه الله-، الذي رعى افتتاح أول هذه المعاهد العلمية في مدينة الرياض، وبالتالي فللمعاهد عراقة واختصاص علمي منذ أصل نشأتها.
ثانياً: لضمان استمرار الرسالة التي أرادها الملك المؤسس- رحمه الله-، ورعاها أبناؤه البررة من بعده، فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 12 وتاريخ 4-9-1397هـ بربط المعاهد العلمية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم كانت مرحلة التأكيد على ما سبق بصدور الأمر الملكي الكريم رقم 7175/ب وتاريخ 19-8-1428هـ بعد دراسة الموضوع دراسة شاملة من قبل اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري، باستمرار إشراف الجامعة على المعاهد العلمية، وقد خصصت لها وكالة خاصة لشؤون المعاهد العلمية.
ثالثاً: بلغ عدد المعاهد العلمية في المملكة العربية السعودية سبعين معهدا؛ يدرس بها أربعة عشر ألف طالب، ويعملون بعد إكمال دراستهم الجامعية في سلك القضاء، والتحقيق والادعاء العام، وكتابات العدل، والإمامة والخطابة والتعليم وغيرها.
رابعاً: المدارس الدينية نموذج متكرر في بلدان كثيرة، وتركز مناهجها على العلوم الدينية واللغوية والتاريخية، بالإضافة إلى العلوم والمعارف الأخرى؛ فمثلاً في مصر يبلغ عدد المعاهد الأزهرية (10.000) مدرسة و(225) معهداً أزهرياً يدرس بها أكثر من مليوني طالب وطالبة، حتى في الدول الغربية تخرج المدارس الدينية 11% من الطلاب وكذلك الحال في عدد من الدول الآسيوية كالهند والباكستان وغيرهما.
خامساً: في إطار مواكبتها لرؤية السعودية 2030 وبرامج التحول الوطني تفخر الجامعة بأنها أول جامعة قدمت تسع مبادرات في المعاهد العلمية توجت إحداها بالموافقة عليها من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
سادساً: تنهج الجامعة أسلوب المشرف المقيم على جميع معاهدها العلمية، كما أنشأت إدارة للبرامج التدريبية عقدت خلال العشر سنوات الماضية (578) برنامجاً تدريبياً داخل المملكة، التحق بها (18000) متدرب وألحقت (574) متدرباً بدورات تدريبية خارج السعودية.
سابعاً: تسعى الجامعة دوماً إلى تطوير مناهج معاهدها ومواءمتها للمتغيرات، ومواكبتها للرؤى والخطط العامة للمملكة، والعمل المستمر على تحديث المناهج وحكومتها وفق مؤشرات دقيقة بما يحقق محافظتها على الأسس والثوابت، وتماهيها مع المتغيرات والتقنيات المتطورة، مما يجعلها بيئة مثالية وملبية لحاجات سوق العمل كما تحرص الجامعة على توسيع نطاق معاهدها إلى خارج المملكة في بلدان عديدة، ويحمل طلبتها منهج المملكة المعتدل في المواقف المختلفة.
ونود في الختام تكرار التأكيد على أن الجامعة تحتفي بجميع المقترحات التي تصب في تطوير أعمالها، ونفع الوطن والمواطن، كما نرحب بزيارة الدكتور محمد الخازم للجامعة، والالتقاء بالمسؤولين عن المعاهد العلمية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** **
- المتحدث الرسمي باسم الجامعة د. عبدالله بن عبدالمحسن العساف