تصور أن تقوم بالتنزه مع عائلتك أو أصدقائك متطلعًا لقضاء وقت ممتع على رمال صحرائنا الخلابة التي لطالما كانت جزءًا بارزًا من هويتنا وطقسًا ضروريًّا أثناء شتائنا ثم تُفَاجَأ حين تراها قد أصبحت مشوهة بالنفايات، مع إن تدمير مشاهد الصحاري الآسرة التي تبعث البهجة في روح متأملها تعد فاجعة، وينطبق هذا على الحدائق العامة والمهرجانات وغيرها من الأماكن. أتساءل أهكذا يُشْكَرُ الله على نعمه؟ أليس لوطننا وأرضنا علينا حقًّا؟ أليست النظافة من الإيمان؟ أليست إماطة الأذى عن الطريق صدقة؟ ألم تكن سببَ مغفرةٍ لرجلٍ وطريقًا إلى الجنة لآخر؟ نحن ممعنون في التقصير وسيكلفنا هذا ثمنًا غاليًا حيث لن يكون لأبنائنا وأحفادنا بيئة صحية ملائمة للنمو السليم ونحن مؤتمنون عليهم إذا استمرت هذه الإساءات لمناطق التنزه. النظافة من خلق الإسلام ومن دلالات الإحسان لذا يجب أن تكون المحافظة عليها من أهم أولوياتنا ويجب علينا ألا نلوثها بل أن نجتهد في إعمارها.
يقول الدكتور مأمون بدر: «هناك على الأقل ما يقرب من 10.000 عائلة تخرج إلى الصحراء كل نهاية أسبوع خلال فصل الشتاء، فلنفترض أن كل أسرة تترك 20 كيلوجراما من القمامة بحدٍ أدنى، فإن ذلك سيصل إلى 200 ألف كيلوغرام من النفايات في نهاية كل أسبوع، ففي خلال فصل الشتاء فقط يتراكم هذا إلى حوالي 3 ملايين كيلوجرام من النفايات! والتي كان من الممكن التخلص منها بسهولة في سلل المهملات أو إعادة تدويرها».