د. محمد عبدالله العوين
ما كان يدور في خلد أحد من أبناء هذه البلاد المباركة يوماً أن تخرج فتاة من بناتنا تعلن تمردها على ما تربت عليه من قيم دينية وأخلاق فاضلة وحشمة وحياء، أبداً ما كان هاجس التمرد والتنمّر والنفور وإعلان الانسلاخ والهروب وارداً أبداً عند أي أب أو أم من آباء وأمهات هذا الجيل أو الأجيال السالفة خلال ستة عقود مضت.
فما الذي حدث يا ترى لتنقلب بعض بناتنا إلى خناجر مسمومة تطعن ظهر الأب الذي رباها والأم التي حملتها وأرضعتها واحتضنتها والمجتمع الذي منحها لغتها ولونها وهويتها وجيناتها التي لا يمكن أن تمحوها من كل ذرة في تكوينها البيولوجي العربي المسلم؟!
ماذا جرى يا ابنتنا النافرة الناكرة المنقلبة الشاطّة الكارهة لأهلك ومجتمعك وبيئتك وتاريخك وحضارتك وماضيك كله؟!
كيف انقلبت فجأة من أم منتظرة حانية مربية تعلّم الأخلاق الكريمة وتنشئ الجيل المثالي المنتظر الذي يحمل أحلامنا على كفيه ويصعد بآمالنا إلى القمة إبداعاً وعملاً وجداً بشخصيته العربية الإسلامية الأصيلة؟!
كيف تسرّب نتن وقبح وقيح مواخير الحضارات الأخرى إلى عقلك وروحك؛ فخرجت إلينا فتاة أخرى ليست التي ترعرعت بيننا ولا التي نشأت في كنفنا ولا التي تربت على أخلاقنا؛ فأنكرناك واستغربناك وما صدقناك أنك فتاتنا التي غذّيناك وعلّمناك وكبّرناك وأنضجناك ثم هويت بأحلامنا فيك إلى القاع أيتها العاقة الفارة الغاوية الساقطة في الهاوية؟!
ما كان أحد منا ينتظر يوماً يرى فيه إحداكن يا من تتسمون بـ «النسويات « تدوس على حشمتها أو تستهزئ بالقرآن أو تشهر شربها للخمر أو تظهر للناس شبه عارية؟!
ما هذا الداء النسوي العضال الذي يفتك بكن أيتها النسويات؟!
وأي فكر ومنهج وغاية ذميمة تسعَيْنَ إلى تحقيقها في مجتمعكن؟!
وأي ارتماء رذيل وسقوط مذل والتجاء مهزوم واستعانة مخذولة بمن يضمر العداء ويعلن نصرة الحقوق المزعومة لمزيد من إغوائكن وإسقاطكن في حبائل الغواية والخيانة لدينكن ووطنكن؟!
أين ذهبت روح الانتماء إلى الوطن والأهل أيتها العاقات النافرات؟ هل ترضَيْنَ لأهلكن ولوطنكن أن يضام؟ أو أن تلوكه الألسن الحاقدة المنتظرة شططاً وشذوذاً وادّعاء وتنكراً منكن لأوطانهن كما تفعلن ليطيروا بادّعاءاتكن قصصاً مكبرة في كل محطة تلفزيونية وصحيفة إلكترونية وتغريدة تويترية ومنظمة حقوقية مكذوبة؟!
هل تعلمن أم تجهلن أنكن مطايا وأدوات غبية لضرب وطنكن في أعز ما يملك مبادئه وقيمه التي ينطلق منها وتحدد شخصيته وترسم هويته أمام كل المجتمعات والحضارات الإنسانية؟
كيف لا تشعرن بالذل والهوان وفداحة الخسران وأنتن تتلقفكن أيادي الأعداء زعماً بنصرتكن بينما يضربون بكن أهلكن ووطنكن؟ أهو غباء ساكن فيكن؟ أم جهل مطبق على عقولكن؟ أم استرخاص لأهلكن ووطنكن؟ أم طفرة مراهقة طائشة غاب فيها العقل وحل الجهل محل الرشد؟!
أيتها العاقات المتمردات: لقد بلغ سوء سلوككن مبلغاً أدمى قلوبنا فلا نرجو منكن شيئاً أبداً سوى أمر واحد فقط؛ وهو ألا تنتمين إلينا ولا نتشرف بحملكن هويتنا.