د.دلال بنت مخلد الحربي
جاء قرار تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية مواكبًا لرؤية المملكة 2030 التي من عناصرها الاهتمام بالمرأة وتمكينها في كافة المجالات التي يمكن أن تعمل بها، كما أنه جاء ليؤكد على أن المملكة تزخر بكفاءات كثيرة رجالاً ونساءً، فتعيين امرأة في المملكة لتكون سفيرة كان أمرًا خياليًا في الماضي، ولكنه اليوم حقيقة معبرة عن واقع المرأة الذي يشهد تطورًا كبيرًا وسريعًا تمثل في تعيين قيادات نسائية في مناصب حكومية وعضوات شورى وعضوات في مجالس بلدية، وعالمات ومخترعات وباحثات على مستوى عالمي.
كما أن وجود امرأة في مثل هذا المنصب في أكبر دولة في العالم يبين مقدار الثقة التي حظيت بها المرأة السعودية من قبل القيادة، ولا شك أن هذا التعيين أدهش الكثير من السياسيين الأمريكيين وأظهر لهم القفزة الكبرى لدور المرأة أولاً فقبل عام كان الحديث عن قيادة المرأة للسيارة، وكان الجدل يثار من وقت لآخر عن إمكانية ذلك، وتحقق الأمر، وجاء القرار ليمثل ظاهرة تصاعدية تبين دور المرأة في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية.
ولو عدنا إلى شخصية السفيرة المعينة فسنجد أن اختيارها كان مبنيًا على أسس عميقة فهي مؤهلة علميًا، وهي مؤهلة عمليًا فقد مارست أعمالاً تصب جميعها في مجال الإدارة والتعامل مع الآخرين، وكان آخرها نائبة لرئيس هيئة الرياضة وهو منصب كبير أبدعت فيه وأظهرت قدرة عالية على التعامل مع هذا الملف الشائك.
ثم أنها ابنة أسرة سياسية وقيادية فجدها من أمها الملك فيصل بن عبدالعزيز، وأخوالها تسنم أغلبهم مناصب إدارية عليا في الدولة وهم الأمير خالد والأمير سعود والأمير تركي، وجدها لوالدها هو الأمير سلطان وهو غني عن التعريف، أما والدها فهو شخصية سياسية عالمية معروفة عالميًا، كان سفيرًا مميزًا في الولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة، ووالدتها الأميرة هيفاء الفيصل التي عرف عنها نشاطها الاجتماعي والإِنساني وخدماتها الجليلة لأبناء مجتمعها ومنها أنها رئيسة ومؤسسة لجمعية زهرة لمكافحة سرطان الثدي.
أخيرًا:
إن تعيين الأميرة ريما يعد تعبيرًا عن المسار التحديثي الذي تسير فيه المملكة العربية السعودية وأيضًا يدلل على الثقة الكبيرة في قدرة المرأة السعودية المعاصرة، ونقطة أخرى أنه يعطي الأمل للكثير من النساء المؤهلات بأن الفرص متاحة أمامهن لأعلى المناصب في عهد سلمان الخير، وابنه ولي العهد قائد مسيرة التحديث وصاحب رؤية 2030.